«يوم رعوي شامل» الأنبا مكاريوس يدشّن أواني المذبح ويفتتح محطة مياه بالمنيا

في صباح يوم مشرق مليء بالأجواء الروحية، احتضنت قرية الفواخر بمحافظة المنيا يومًا رعويًا فريدًا اجتمعت فيه أسمى معاني الخدمة والإنسانية. كان نيافة الأنبا مكاريوس، أسقف إيبارشية المنيا، حاضرًا ليقود هذا اليوم المميز الذي توزع بين تدشين أواني المذبح المقدسة، وافتتاح محطة لتحلية مياه الشرب، إلى جانب لقاء مستفيض مع شعب القرية والقرى المجاورة. انعكس في هذا اليوم ترابط الإيمان والعمل مما ترك أثرًا لا يُنسى على الأهالي.

تدشين أواني المذبح ورسالة روحية مؤثرة

بدأت فعاليات اليوم بقداس إلهي مهيب في كنيسة القديسين قزمان ودميان، حيث اجتمع شعب الكنيسة من الكبار والصغار في أجواء تغمرها السكينة والإيمان. قاد الأنبا مكاريوس لحظات من التدبر والخشوع، والتي بلغت ذروتها مع تدشين أواني المذبح المقدسة. هذه الأواني ستُستخدم في كل الطقوس والأسرار الإلهية داخل الكنيسة، مما أضاف شعورًا بالاحتفالية الروحية لهذا الحدث، وجعل اليوم بداية جديدة لطقوس أكثر عمقًا وتفانيًا.

لقاء مفتوح مع أسر القرى

بعد انتهاء القداس، حرص نيافة الأنبا مكاريوس على الالتقاء مع أهالي قرية الفواخر والقرى المحيطة مثل بشكاتب والتلاية وعقيلة سعد. خلال هذا اللقاء، ساد دفء الحوار وسط كلمات مليئة بالتحفيز والمحبة التي وجهها نيافته للحضور، بينما استمع بإنصات لمداخلاتهم وأسئلتهم حول احتياجاتهم الروحية والحياتية. شدد على أهمية الإصغاء كجزء لا يتجزأ من الرعاية الحقيقية، مؤكدًا أن خدمة الإنسان تبدأ من معرفة أولوياته ومساندته سواء كان ذلك روحيًا أو اجتماعيًا.

افتتاح محطة لتحلية مياه الشرب

لم يقتصر اليوم على الجانب الروحي، بل امتد ليشمل خطوة مجتمعية بارزة. افتتح الأنبا مكاريوس محطة جديدة لتحلية مياه الشرب في قرية الفواخر، وهي خطوة نوعية صممت لتخفيف العبء عن السكان الذين يعانون من نقص المياه النظيفة. هذا المشروع يعكس مدى ارتباط الكنيسة باحتياجات المجتمع اليومية، حيث أشار نيافته إلى أن هدف الكنيسة هو تقديم الرعاية الشاملة التي تخدم الإنسان روحًا وجسدًا. الآن، توفر المحطة مياهًا نظيفة وآمنة لمئات الأسر في القرية والمناطق المجاورة.

نظرة شكر وامتنان

وجّه الأنبا مكاريوس شكرًا عميقًا لكل من ساهم في تنفيذ هذا المشروع الخدمي، سواء كانوا أفرادًا أو جهات داعمة. أكد أن مثل هذه المبادرات تؤكد على انتماء الكنيسة إلى مجتمعها وتكريسها لخدمته بجميع الوسائل الممكنة. من جانبهم، عبر الأهالي عن عظيم امتنانهم لهذا الدعم غير المسبوق، مشيرين إلى الأثر الإيجابي الذي أحدثته المبادرة في حياتهم اليومية.

بفضل هذا اليوم الذي اتسم بالخدمة المتكاملة والمشاعر الإنسانية الجياشة، أثبتت الكنيسة مجددًا أنها ليست فقط مكانًا للطقوس والصلوات، بل هي أيضًا جزء لا يتجزأ من حياة المجتمع. جمع هذا اليوم بين الروحي والاجتماعي ليجسد اهتمام الكنيسة كل الجوانب، داعيًا الجميع للإيمان بأن العمل الإنساني هو امتداد طبيعي للإيمان بالله.