«فرصة ذهبية» زيادة عدد المشاركين في كأس العالم للأندية 2029 كيف ستؤثر؟

كأس العالم للأندية في نسخته الجديدة المُحتملة بمشاركة 48 فريقًا يثير الكثير من الجدل حول تأثير هذه الخطوة على مستوى البطولة، فعلى الرغم من أن البطولة الحالية تقتصر على 32 فريقًا، إلا أن الحديث عن التوسع يأتي في ظل الاستفادة من شغف الجماهير وزيادة جماهيرية كرة القدم عالميًا، ومع ذلك يجب دراسة تأثير هذه التوسعة بإمعان لتجنب أي تأثير سلبي.

تحديات تواجه 5 أندية بدون نقاط في النسخة الحالية

في النسخة الحالية من كأس العالم للأندية، وبتواجد 32 فريقًا، أثبتت بعض الفرق ضعفها بعدما لم تستطع عدد من الأندية تحقيق أي نقطة خلال مرحلة المجموعات، وهي الوداد المغربي، باتشوكا المكسيكي، أولسان الكوري الجنوبي، أوراوا ريدز الياباني وسياتل ساوندرز الأمريكي، حيث فشلت هذه الفرق في تحقيق حتى التعادل خلال مواجهاتها، يُضاف إلى ذلك معاناة فريق أوكلاند النيوزيلندي الذي استقبلت شباكه 17 هدفًا واكتفى بنقطة يتيمة من التعادل مع بوكا جونيورز.

زيادة عدد الفرق إلى 48 قد يؤدي إلى ارتفاع نسبة الفرق التي تحقق نتائج سلبية مماثلة، خاصة أن التفاوت الكبير في المستوى بين الأندية الأوروبية الكبرى وباقي القارات يزيد الفجوة الفنية، الأمر الذي يجعل من مشاركة بعض الفرق عبئًا بدلًا من فرصة حقيقية للتنافس.

ما الفرق بين نظام المنتخبات والأندية في بطولات كأس العالم؟

النظام المتبع في كأس العالم للمنتخبات مختلف تمامًا عن كأس العالم للأندية، ففي بطولات المنتخبات، نرى منافسات قوية تجلب الحماس حتى مع زيادة عدد المنتخبات، فعلى سبيل المثال، نسخة كأس العالم في قطر 2022 شهدت تفوق منتخبات أفريقية مثل المغرب والسنغال بجانب منتخبات أوروبية وعالمية كبرى، لكن أبرز ما يميز هذه البطولات هو أن المنتخبات تعتمد على لاعبين ذوي الجنسية لاختيار الأقوى، بينما الأندية يمكنها شراء أفضل اللاعبين وفقًا لقدرتها المالية.

هذا يبرز فارقًا كبيرًا في منافسات الأندية، حيث تتميز الأندية الأوروبية بقوتها الاقتصادية وقدرتها على التعاقد مع أفضل اللاعبين، مما يوسع الفارق الفني ويضعف فرص باقي القارات في تقديم منافسة حقيقية، وهو ما قد يُضعف جاذبية البطولة مع التوسعة المرتقبة، لذا فإن النظر في كيفية تقليص تلك الفجوة يجب أن يكون جزءًا من خطة التطوير.

تأثير فجوة السنوات على أداء الأندية

كأس العالم للأندية يُقام كل 4 سنوات، وهذا ما يختلف عن بطولات المنتخبات التي تُدار تصفياتها قبل أشهر قليلة من البطولة لضمان اختيار أفضل الفرق استحقاقًا. في حالة الأندية، الفجوة الزمنية تمثل تحديًا كبيرًا، فقد يحصل الفريق على لقبه القاري قبل 3 أو 4 سنوات لكنه يعاني لاحقًا بسبب الانخفاض الحاد في المستوى الفني أو المشاكل الإدارية أو المالية.

النسخة الحالية كشفت ذلك بوضوح من خلال أداء عدد من الأندية التي أظهرت ضعفًا ملحوظًا:

  • الوداد المغربي: احتل المركز الرابع فقط في الدوري المحلي ولم يشارك في دوري أبطال أفريقيا.
  • باتشوكا المكسيكي: خرج من تصفيات دوري أبطال كونكاكاف.
  • سياتل الأمريكي: ودع البطولة الإقليمية مبكرًا من دور الـ16.
  • أوراوا الياباني: فشل في التأهل لدوري أبطال آسيا.
  • أولسان الكوري: أظهر تراجعًا ملحوظًا بحصد 3 نقاط فقط في دور المجموعات الآسيوية.

وفيما يخص المنتخبات الوطنية، تبقى تصفيات التأهل عاملًا أساسيًا يحدد تأهل المنتخبات الأقوى والتي حافظت على أدائها خلال فترة التصفية، على عكس الأندية التي قد تعاني لاحقًا بعد الفوز بألقابها القارية.

العامل الأندية المنتخبات
توقيت التأهل قبل 3-4 سنوات قبل أشهر قليلة
اختيار القوام بعقود اللاعبين باختيار اللاعبين الوطنيين
الفروقات الفنية كبيرة بين القارات متوازنة نسبيًا

زيادة عدد الأندية إلى 48 لا تعني تحسين المستوى الفني في ظل التفاوت الواضح بين القارات، إذ أن الأندية الأوروبية المسيطرة تواصل فرض هيمنتها ما لم يتم إيجاد آليات تعزز التوازن الفني.