«يا وجع القلب» والدة ضحية حادث المنوفية تنتحب أمام المحافظ في لقاء مؤثر

في لحظات ثقيلة بالأسى، عاش الشارع المصري حادثًا مؤلمًا على الطريق الإقليمي بمحافظة المنوفية، حيث فقدت 19 فتاة شابات حياتهن أثناء عودتهن من العمل، تاركات وراءهن حزنًا لا يوصف وغصة في القلب لكل من عرف قصتهن. ومع تعاظم المأساة، تبرز تساؤلات عميقة حول المسؤولية، جودة الطرق، وأهمية ضمان سلامة مستخدميها، في حادث كشف النقاب عن واقع لا يمكن تجاهله.

حادث الطريق الإقليمي بالمنوفية: فاجعة إنسانية

كانت الفتيات يعملن في الزراعة تحت شمس الصيف الحارقة طيلة النهار، مقابل أجر يومي بالكاد يكفي لتلبية حاجات بسيطة. وفي طريق عودتهن، وقعت الحادثة، بسبب سائق شاحنة فقد السيطرة، مما أدى إلى اصطدامه بالميكروباص الذي كان يقل الفتيات. مشهد الجثامين المغطاة بالأكفان بدلاً من ارتداء الفساتين البيضاء في زيجاتهن المستقبلية كان أشد المواقف التي أثرت القلوب وتركت صدمة في النفوس.

الأهالي عبروا عن غضبهم ومراراتهم من تكرار الحوادث على الطرق، ووجهوا أصابع اللوم إلى ضعف جودة الطرق، وغياب الرقابة الصارمة على السائقين المتهورين. ومع ذلك، كان للجانب الإنساني دوره في المشهد، إذ بادرت المؤسسات الحكومية بتقديم الدعم لأسر الضحايا، حيث تم رفع قيمة التعويضات لتصل إلى نصف مليون جنيه لكل أسرة، بناءً على توجيهات رئاسية مباشرة.

عزاء جماعي ومطالب عامة

الجمعة الماضية شهدت عزاءً جماعيًا حضره أهالي الضحايا وسكان القرية الذين ودعوا شهداء حادث الطريق الإقليمي بالدموع والدعوات. المشهد كان مهيبًا، يعكس الوحدة والتضامن الذي يميز المصريين في مواجهة المحن. في خضم ذلك، تنامى الحديث حول ضرورة تحسين البنية التحتية وحماية الأرواح على الطرق المصرية، مع بدء تحقيقات موسعة في الأسباب التي أدت للحادث للكشف عن الجناة ومحاسبتهم.

الإعلامي عمرو أديب كان من أوائل من علقوا على القضية، معبرًا عن سخطه من الإهمال المستمر، ومطالبًا بمحاسبة المسؤولين بشكل مباشر. وجه تساؤلاته حول الأهمية التي تُمنح لحياة المواطنين مقابل تلك الحوادث المتكررة، منتقدًا غياب التحرك العاجل من المسؤولين أثناء المآسي.

ملامح من حياة الضحايا

من بين الفتيات اللواتي فقدن حياتهن، برزت قصة الشابة آية زغلول التي كان زفافها مقرراً بعد أسبوعين فقط، ولكن القدر شاء أن تُزف كعروس للجنة بدلاً من ذلك. آية كانت تجمع بين العمل والدراسة في كلية التربية بجامعة السادات، محاولة دعم عائلتها ماديًا منذ صغرها. كفاحها كان نموذجًا للفتاة الريفية المصرية الطموحة، إلا أن لحظة اصطدام كانت كافية لتحول كل أحلامها إلى ذكرى.

ماذا قال السائق؟

في تحقيقات النيابة، صرح سائق الشاحنة المتسبب في الحادث بأن “الدريكسون اختل” معه ولم يتمكن من السيطرة على المركبة، ما أدى إلى دهسه للميكروباص بمن فيه. بينما تواجه السلطات تساؤلات عديدة، لا تزال هناك حاجة ماسة لتحسين الأنظمة الرقابية للسائقين إضافة إلى تطوير الطرق وضمان توافقها مع معايير الأمان.

مقارنة في الدعم والتعويضات

إليكم مقارنة حول خطوات التعويض والجهات المساندة للأسر:

الإجراء التفاصيل
قيمة التعويضات نصف مليون جنيه لكل أسرة
جهات داعمة الهلال الأحمر المصري – توجيهات مباشرة من الرئاسة
مدة تقديم الدعم بدأ فور وقوع الحادث وشمل المستشفيات وأسر الضحايا

في جذور الأحداث تظهر الحاجة الملحة لمعالجة مشكلات الطرق وتحسين الظروف التي قد تقلل من هذه الكوارث مستقبلاً، فإذا كان فقدان حياة 19 فتاة كافيا لهزّ القلوب، أليس الوقت قد حان لاتخاذ خطوات حقيقية تمنع تكرار هذا السيناريو المؤلم؟