«فرص جديدة» الأسواق العالمية ما الذي تغير خلال آخر 24 ساعة؟

الكلمة المفتاحية الرئيسية: الأسواق العالمية

الأسواق العالمية تشهد انتعاشًا مع تراجع التوترات الجيوسياسية
الأسواق العالمية استأنفت نشاطها وسط انحسار التوترات الجيوسياسية التي أخرجت الأسواق عن استقرارها لفترة ليست بالقصيرة، حيث سجلت الأسهم والذهب والنفط مكاسب لافتة على صعيد الأداء، بينما تراجع الدولار متأثرًا بالهجمات المتكررة من الرئيس السابق "دونالد ترامب" على رئيس الفيدرالي، جيروم باول، فيما يترقب المستثمرون إشارات جديدة حول التضخم وسياسات البنك المركزي المستقبلية.

ارتفاع الأسهم الأمريكية يعيد الثقة إلى الأسواق العالمية

شهدت مؤشرات الأسهم الأمريكية تفاعلًا إيجابيًا مع حالة الاستقرار الاقتصادي النسبي، حيث صعد مؤشر "إس آند بي 500" مسجلًا أرقامًا قريبة من أعلى مستوياته التاريخية، بينما تمكن مؤشر "ناسداك المركب" من كسر حاجز 20 ألف نقطة، الذي يعد مستوى نفسيّا مهمًا للمستثمرين، الأسواق العالمية تفاعلت مع ذلك بزخم إيجابي شمل أيضًا صعود البورصات الأوروبية واليابانية، في المقابل اندفعت البورصات الصينية للتراجع بسبب تأثير السياسات التجارية التقييدية المفروضة من الولايات المتحدة.
تأثير الأسواق لم يقتصر على الأسهم فقط، بل شهدت العملات المشفرة تباينًا واضحًا بأدائها، إذ أظهرت مرونة في بعض القطاعات مقابل ضغوط متزايدة على البعض الآخر، وقد لعبت التوقعات بشأن سياسة الفائدة دورًا مؤثرًا في هذا الاتجاه المتذبذب.

تأثير السياسات التجارية على الاقتصاد الأمريكي والأسواق العالمية

امتدت التوترات التجارية لتلقي بظلالها على الاقتصاد الأمريكي، الذي انكمش بنسبة 0.50% خلال الربع الأول من 2025 وفق القراءة الثالثة الرسمية، مقارنة بانكماش سابق بلغ 0.20%، سياسة "ترامب" التجارية والخطوات الحمائية التي تبنتها إدارته أسهمت بشكل مباشر في رفع مستويات الواردات تحسبًا لفرض الرسوم الجمركية على بعض السلع، فيما أعلنت إدارة البيت الأبيض عن احتمالية تمديد الموعد النهائي لتطبيق الرسوم الجمركية لما بعد يوليو، في محاولة لتجنب أزمات اقتصادية خانقة قد تؤثر على الأسواق العالمية.
أما على صعيد سوق العمل، فقد أظهرت البيانات تحسنًا ملحوظًا مع انخفاض طلبات إعانة البطالة بأكثر من المتوقع، ما عزز من موقف الاحتياطي الفيدرالي المتأني في قرارات خفض أسعار الفائدة، ومع ذلك، شهد الدولار الأمريكي تراجعًا بسبب استمرار انتقادات "ترامب" للفيدرالي، مما أدى إلى اهتزاز ثقة المستثمرين في استقلالية سياساته.

ارتفاع الطلب يدفع أسعار الذهب والنفط في الأسواق العالمية

تراجع الدولار كان له تأثير إيجابي على أسعار الذهب، الذي شهد ارتفاعًا ملحوظًا، كما سجل البلاتين قفزة إلى مستويات لم يحققها منذ أكثر من عقد، بفضل قوة الطلب في الأسواق، أما النفط فقد استفاد من توقعات الطلب الأمريكي المرتفع خلال موسم الصيف، مما جعله يسجل مكاسب تدعم الاستقرار النسبي في الأسواق العالمية.
ومن بين أبرز العوامل المؤثرة في قطاع الطاقة، إعلان إدارة "ترامب" عن إجراء مزاد جديد في ديسمبر المقبل لبيع تراخيص التنقيب عن النفط والغاز في خليج المكسيك، ضمن الجهود الرامية لتعزيز إنتاج الوقود الأحفوري، وقد أشار تقرير صادر عن معهد "إنرجي إنستيتيوت" إلى أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من قطاع الطاقة العالمي استمرت في الارتفاع، مسجلةً مستويات قياسية للعام الرابع على التوالي؛

• تزايد الاعتماد على الغاز الطبيعي في إنتاج الكهرباء
• استمرار هيمنة الفحم على توليد الطاقة عالميًا
• ضغط المستثمرين لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري
• ارتفاع التكلفة البيئية للخيارات الطاقوية الحالية

بيانات الاقتصاد العالمي: قطاع النفط في مرمى التطورات

في الوقت الذي تسعى فيه الأسواق العالمية للتكيف مع مختلف التحديات، قدّم الرئيس "ترامب" سياسات طاقوية مثيرة للجدل، بينما طرحت شركة "شل" تقريرًا تكذّب فيه شائعة استحواذها على شركة "بي بي" المنافسة، ومع ذلك يبقى سؤال محوري حول كبرى صفقات النفط خلال العقدين الماضيين، تتصدر أجندة المهتمين بهذا القطاع الاستراتيجي.

من الواضح أن الأسواق العالمية تمضي قدمًا وسط تحديات داخلية وخارجية متشابكة، حيث تتقاطع قرارات السياسة النقدية وتأثيرات الطاقة مع الضغوط الجيوسياسية، لتعيد تشكيل ديناميكيات الاقتصاد العالمي بطرق غير مسبوقة.