«مفاجأة كبيرة» أسعار النفط ترتفع رغم الخسائر الأسبوعية في الأسواق العالمية

أسعار النفط تواصل التقلب وسط التوترات وإشارات التعافي
أسعار النفط شهدت تباينًا ملحوظًا عقب تسوية جلسة تعاملات اليوم الجمعة، حيث أغلقت العقود الآجلة مرتفعة بعض الشيء مع استمرار حالة التوجس في الأسواق نتيجة التوترات الجيوسياسية وتقرير أظهر نوايا تحالف أوبك لزيادة الإنتاج في أغسطس بعد رفع آخر مقرر في يوليو، كل ذلك يأتي في ظل خسائر أسبوعية سجلت نحو 12% للعقود.

أسعار النفط بين الارتفاع والضغوط الجيوسياسية

تحركات أسعار النفط عكست تطورات الأسواق الناتجة عن أحداث الأسبوع الماضي، حيث ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بـ4 سنتات أو 0.06%، ليصل سعر البرميل إلى 67.77 دولار، بينما زادت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بـ28 سنتًا أو 0.43% مسجلةً 65.52 دولار للبرميل، إلا أن الخسائر الأسبوعية للخام تعكس استمرار تأثير الضغوط المتنامية. العودة إلى مسار زيادة الإنتاج المرتقبة من قبل تحالف أوبك، الذي يعتزم رفع إمداداته بـ411 ألف برميل يوميًا في أغسطس، كانت أحد العوامل الضاغطة على السوق، ذلك بالتزامن مع الأثر المحتمل لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل الذي ساهم في تهدئة الأسواق.

العوامل الاقتصادية التي أثرت في أسعار النفط

التقارير الرسمية عن المخزونات النفطية العالمية ساعدت على دعم أسعار النفط رغم الأجواء المضطربة، حيث سجلت البيانات الأمريكية تراجعًا ملحوظًا في مخزونات الخام والوقود مع زيادة نشاط المصافي وتنامي استهلاك الوقود، كما أشارت أرقام الخميس إلى انخفاض حاد في مخزونات زيت الوقود بمراكز التوزيع الأوروبية، ما يشير إلى مرونة سلاسل الإمداد في التعامل مع الطلب العالمي، ولعل أهم المتغيرات التي زادت الأصوات التفاؤلية هو ضعف الدولار الأمريكي، الأمر الذي عزز من جاذبية النفط للمشترين الدوليين وارتفاع الطلب عليه.

دور الصين وتأثير الأزمات الجيوسياسية في السوق

الصين، باعتبارها أحد أكبر المستوردين للنفط في العالم، لعبت دورًا محوريًا في تحديد اتجاه الأسعار، حيث استمرت زيادة شحنات النفط الإيراني تجاه الصين قبيل التصعيد الجيوسياسي الأخير، ما ساعد في احتواء بعض الآثار السلبية على السوق، كما أن التصريحات الدبلوماسية المتعلقة بالصراع بين إيران وإسرائيل والذي دام لمدة 12 يومًا ألقت بظلالها على السوق، وقد أسهم الاتفاق على وقف إطلاق النار في طمأنة الأسواق التي كانت تخشى تعطل الإمدادات من الشرق الأوسط.

• تراجع المخزونات الأمريكية والنشاط المتزايد للمصافي ساعد في دعم الأسعار
• تطبيق سياسات نقدية جديدة أضعفت الدولار وأعادت جذب الاستثمار في النفط
• زيادة الواردات الصينية من النفط الإيراني قبل الأزمات ساهم في ضبط السوق
• التصريحات الإيجابية حول استقرار المنطقة طمأنت الأسواق الدولية

يعتمد استقرار أسعار النفط في المستقبل القريب على عوامل عدة، أهمها تنفيذ تحالف أوبك لخططه الإنتاجية، وقدرة الأسواق على استيعاب الصدمات الناتجة عن أي تطورات جيوسياسية أخرى، إضافة إلى استمرار النشاط الاقتصادي العالمي وديناميكية سلاسل التوريد.