«فرصة واعدة» انفراجة تجارية بين أميركا والصين تعيد التفاؤل للأسواق العالمية

شهدت الأسهم العالمية خلال يوم الجمعة انتعاشًا قويًا، مع تصاعد إشارات المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما حفّز الأسواق ودعمها لتحقيق مكاسب ملحوظة هذا الأسبوع، بينما استمر الدولار الأميركي في التراجع مقتربًا من أقل مستوياته خلال 3 سنوات ونصف، نتيجة توقعات خفض الفائدة الأميركية.

ارتفاع الأسهم العالمية وتحسن الأسواق

استفادت الأسواق العالمية من عدة عوامل إيجابية أدت إلى تسجيل ارتفاعات قياسية هذا الأسبوع، حيث لعب إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل دورًا في تعزيز حالة التفاؤل بين المستثمرين، إلى جانب إمكانية خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة قريبًا. كما شهدت الأسواق دفعة إضافية من الاتفاق التجاري المبرم يوم الخميس، الذي تضمن تسريع شحنات المعادن النادرة بين واشنطن وبكين، في خطوة واضحة نحو إنهاء الحرب التجارية بين الجانبين. كل ذلك ساهم في دفع مؤشر إم إس سي آي للأسهم العالمية نحو مستويات قياسية، في حين استمرت الأسواق في آسيا وأوروبا بالصعود.

الاتفاقيات التجارية وتأثيرها على الأسواق

كانت جلسات التداول في آسيا وأوروبا على أتمها بفضل الانتعاش الإيجابي، حيث شهدت الأسهم الآسيوية أعلى مستوى لها منذ أكثر من 3 سنوات، فيما سجلت العقود الآجلة في بورصة وول ستريت مؤشرات افتتاح قوية. وسجل مؤشر ستوكس 600 الأوروبي ارتفاعات بلغت نسبتها 0.8% خلال يوم الجمعة، مع مكاسب أسبوعية 1.1% هي الأفضل منذ مايو. واستفاد مؤشر داكس الألماني وفايننشال تايمز في بريطانيا من هذه الأجواء، إلى جانب مؤشر إم إس سي آي العالمي الذي حقق مكاسب أسبوعية قدرها 2.8%.

• الاتفاقيات التجارية الداعمة للأسواق
• تفاؤل كبير بإمكانية خفض الفائدة
• تهدئة التوترات الجيوسياسية بعد اتفاقيات وقف إطلاق النار

وخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتحديد 9 يوليو لمعالجة الاتفاقيات الجمركية أضافت زخمًا للأسواق، مما رفع مستوى الحذر بين المستثمرين بشأن النتائج المحتملة لهذه المباحثات.

ضعف الدولار الأميركي والرهانات على خفض الفائدة

الدولار الأميركي لا يزال يعاني من التراجع، حيث اقترب من أقل مستوياته في 3 سنوات ونصف بالمقارنة مع اليورو والجنيه الإسترليني. وقد سُجل مؤشر الدولار عند 97.269 نقطة فقط، في ظل بيانات قوية من فرنسا تشير إلى ارتفاع أسعار المستهلكين، مما دعم العملة الأوروبية بشكل إضافي. في الوقت نفسه، أشار خبراء ماليون مثل مارك هيفيلي و”جيوناكيس” إلى تضاؤل جاذبية الدولار الأميركي، مع زيادة الرهانات على تخفيض الفائدة الأميركية خلال العام الجاري، وسط استراتيجيات لتآكل التفوق الأميركي على الأسواق الأخرى، مما أتاح للمستثمرين فرصًا أكبر في كل من الأسواق الناشئة والأميركية مقارنة بأوروبا.

تحركات السندات والنفط

شهدت التحركات في أسواق السندات والنفط زخمًا متباينًا، إذ لوحظ أن عائد السندات الحكومية الألمانية لأجل 30 عامًا حقق قفزة هي الأعلى منذ 4 أشهر تقريبًا، متأثرًا بتوقعات زيادة الإنفاق الحكومي الألماني. وعلى صعيد النفط، ارتفع سعر خام برنت بنسبة 0.5% ليصل إلى 68.06 دولارًا، بينما صعد خام غرب تكساس الأميركي إلى 65.54 دولارًا. ومع ذلك، فإن هذه المكاسب لم تمنع أسواق النفط من التوجه لتسجيل أكبر انخفاض أسبوعي منذ مارس 2023، مع تحسن الأوضاع الجيوسياسية بين إيران وإسرائيل.

يمكن القول بأن انتعاش الأسواق العالمية لم يأتِ فقط نتيجة لعوامل متفرقة، بل امتدت تأثيراته لتشمل حركة العديد من الأصول، بما في ذلك النفط والسندات المعززة بتفاؤل يسيطر على قرارات المستثمرين حول العالم.