خريجو معاهد التمريض يناشدون بحقهم لاستكمال الدراسة والحصول على البكالوريوس

لا شك أن قطاع التمريض يعدّ من أهم الأعمدة الأساسية في النظام الصحي، فهو المسؤول عن تقديم خدمات الرعاية الصحية بجودة وكفاءة عالية، لكن مع ذلك، يواجه العديد من خريجي معاهد التمريض في مصر تحديات كبيرة في رحلتهم نحو استكمال الدراسة للحصول على درجة بكالوريوس التمريض. هذه التحديات أثارت جدلًا واسعًا بين الخريجين، حيث يصفون اللوائح الجديدة بأنها تُشكّل عائقًا بدلًا من أن تكون محورًا داعمًا للتطوير.

الشروط الجديدة للبكالوريوس: بين الطموح والعقبات

في عام 2021، تم تعديل اللائحة الخاصة ببرنامج الدراسة التخصصي لخريجي معاهد التمريض، وجاءت هذه التعديلات لتفرض شروطًا جعلت الطريق إلى درجة البكالوريوس يبدو أصعب من أي وقت مضى. هذه الشروط تشمل قيد العمر بألا يزيد عن 25 عامًا وهو ما يُعتبر حاجزًا أمام العديد ممن تجاوزوا هذا العمر في أثناء عملهم أو تأخرهم في بدء دراستهم. كما أن اشتراط الحصول على تقدير جيد جدًا كحد أدنى قد وُصف بأنه لا يراعي ظروف الدراسة والمعوقات التي واجهها الطلاب في مرحلة المعهد.

الأمر الأكثر إثارة للجدل هو أن الخريجين يضطرون إلى دراسة خمس سنوات كاملة من جديد رغم أنهم بالفعل خاضوا دراسة متخصصة في معاهدهم. أضف إلى ذلك التكاليف المالية العالية التي تصل إلى حوالي 30 ألف جنيه سنويًا، وهو ما يشكل عبئًا ثقيلًا على الأسر المصرية المتوسطة والمحدودة الدخل التي تعوّل على أبنائها في قطاع التمريض كفرصة لتحسين أحوالهم المعيشية.

الفرق بين البرنامج المكثف والتخصصي

لو كنت خريجًا من معهد التمريض وقررت استكمال مسيرتك المهنية، ستجد نفسك أمام خيارين أساسيين: الأول هو البرنامج التخصصي الذي أشرنا إلى تحدياته سابقًا، والثاني هو برنامج مكثف متاح لخريجي كليات أخرى غير طبية. لكن هنا يكمن التساؤل الكبير: لماذا الشروط في البرنامج المكثف أكثر مرونة؟

وفقًا للوائح، يسمح البرنامج المكثف لخريجي الكليات الأخرى بدراسة التمريض لمدة عامين فقط، يعقبها سنة امتياز، بمعدل تكلفة أقل حيث تحتسب التكلفة على أساس عدد الساعات المعتمدة، والتي تقدر بـ400 جنيه للساعة. كما أنه يتم قبول تقدير عام مقبول دون حدود للعمر، مما يمنح فرصًا أوسع مقارنة بالشروط الصارمة للبرنامج التخصصي. لذا يجد خريجو معاهد التمريض أنفسهم أمام مفارقة غير مفهومة: لماذا يُعاملون بشكل مختلف عن زملائهم من خريجي الكليات الأخرى رغم أنهم متخصصون أصلًا في التمريض؟

حلول مقترحة لجعل التعليم أكثر إنصافًا

ما يطالب به خريجو معاهد التمريض يبدو منطقيًا وعادلًا إذا ما أُخذ في الاعتبار كل تلك التحديات. في النقاط التالية، تفاصيل بعض الحلول المقترحة التي من شأنها تحسين الوضع:

  • فتح باب القبول في البرنامج المكثف لخريجي المعاهد بنفس شروط القبول المطبقة على خريجي الكليات.
  • احتساب الساعات الدراسية التي تم اجتيازها سابقًا في المعهد ضمن الساعات المطلوبة في البرنامج التخصصي.
  • تقليل مدة الدراسة في البرنامج التخصصي بالنظر إلى التخصص الأكاديمي الذي يمتلكه خريجو المعاهد في الأساس.
  • إعادة مراجعة التكاليف الدراسية وتوفير دعم جزئي للطلاب غير القادرين ماديًا.

مثل هذه الحلول قد تكون الخطوة الفعالة نحو معالجة المشكلة، وهي لا تهدف فقط إلى تحسين ظروف الدراسة، بل أيضًا إلى استثمار قدرات الخريجين بكفاءة أكبر لتلبية احتياجات سوق العمل في القطاع الصحي.

البرنامج مدة الدراسة الشروط التكلفة
البرنامج المكثف عامان + سنة امتياز تقدير مقبول، لا حد أقصى للعمر 400 جنيه للساعة المعتمدة
البرنامج التخصصي 5 سنوات تقدير جيد جدًا، عمر لا يزيد عن 25 عامًا 30 ألف جنيه سنويًا

هذا الجدول يلخص الفروق الجوهرية بين البرنامجين ويوضح المعضلة الأساسية التي يعاني منها خريجو معاهد التمريض. ولعلّ من بين أبرز الحلول المُسرّة النظر بعين اعتبار لهذه الأرقام بعيدًا عن التعقيدات الإدارية.

أزمة استكمال التعليم العالي لخريجي معاهد التمريض ليست مجرد أزمة لفئة صغيرة، بل تعكس بشكل واضح كيف يمكن لشروط غير مدروسة أن تحُدّ من طموحات شباب يسعون للارتقاء بمهنهم. ما زال الأمل قائمًا في استجابة الجهات المعنية لهذه المطالب لتحقيق العدالة وتوفير بيئة ملائمة تدعم مستقبل التمريض في مصر والتطور المطلوب في القطاع الصحي ككل.