«هبوط مفاجئ» الذهب في أدنى مستوى منذ أكثر من شهر لماذا الآن؟

جولد بيليون: الذهب في أدنى مستوى منذ أكثر من شهر

شهد الذهب هبوطًا ملحوظًا في تداولات اليوم الجمعة، ليسجل أدنى مستوى له خلال الأربعة أسابيع الماضية عند سعر 3281 دولارًا للأونصة، وفقًا لتقارير جولد بيليون، وقد أثّر هذا الانخفاض بشكل أساسي على توجه المستثمرين نحو الأصول الخطرة بدلاً من الذهب الذي يُعتبر تقليديًا كملاذ آمن.

أسباب تراجع الذهب إلى أدنى مستوى منذ أكثر من شهر

يرى الخبراء أن الأسواق العالمية تشهد تذبذبًا واضحًا بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران والكيان الصهيوني، مما قلل من حاجة المستثمرين إلى الملاذات الآمنة مثل الذهب، كما أدى التحسن في المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى تعزيز ثقة المستثمرين بالأصول الخطرة، هذا بالإضافة إلى العلاقة العكسية بين الذهب والدولار، ورغم انخفاض الدولار أمام العملات الرئيسية لعدة أيام متتالية، إلا أن ضعف الطلب على الذهب قد أضعف تأثير هذا الانخفاض في دعم عملياته.

• التهدئة في الشرق الأوسط أدت إلى انخفاض التوترات الجيوسياسية.
• تحسن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين ساهم في تقليل المخاوف السوقية.
• الإقبال على الأصول ذات العوائد الأعلى كان بديلًا عن الاحتفاظ بالذهب.

سجل الذهب عالميًا انخفاضًا أسبوعيًا بنسبة 2.5%، ويعد هذا الهبوط الأسبوع الثاني على التوالي، ويأتي عقب فشله في كسر مستوى المقاومة 3350 دولارًا للأونصة، مما دفع الأسعار للانخفاض الحاد.

دور الاحتياطي الفيدرالي والسياسة النقدية في تحركات أسعار الذهب

أظهرت الأسواق المالية ترقبًا شديدًا لبيانات التضخم الأمريكية، حيث ينتظر المستثمرون تحديد توجهات السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي، تحديدًا بعد انكماش الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بنسبة -0.5%، وأفاد رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم بأول، بأن تخفيض أسعار الفائدة لن يتم بشكل سريع، مشددًا على بقاء التضخم الأميركي لفترة أطول مما كان متوقعًا.

التصريحات المثيرة للجدل من الرئيس الأمريكي ترامب حول استبدال جيروم بأشخاص آخرين أضافت مزيدًا من عدم اليقين إلى الأسواق، هذا الأمر ساهم بشكل كبير في النفور من الذهب كملاذ آمن، نتيجة تأثر المستثمرين بالحديث عن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي.

تراجع أسعار الذهب في السوق المصرية

في مصر، انعكست الانخفاضات العالمية للذهب على السوق المحلي، حيث افتتحت تداولات يوم الجمعة عند مستوى 4640 جنيهًا لعيار 21 الأكثر شيوعًا، واستقرت وقت كتابة التقرير عند مستوى 4650 جنيهًا للجرام، وبهذا يواصل الذهب المحلي انخفاضه نتيجة تأثره الأساسي بتراجع الذهب العالمي وهبوط سعر الدولار.

ساهم الانتعاش المؤقت لسعر الجنيه مقابل الدولار في دفع أسعار الذهب محليًا إلى مستويات أقل، خاصة مع انخفاض الطلب على الملاذ الآمن محليًا، ويأتي ذلك بالتزامن مع وقف خروج الأموال الساخنة من السوق المصرية. هذا الاتجاه يعكس حالة الاستقرار النسبي التي شهدتها الأسواق المحلية بعد التهدئة في الشرق الأوسط.

حاليًا، يظل الذهب مستمرًا في مسار هبوطي، خاصًة بعد فشله في اختراق مستويات المقاومة السابقة، مما زاد من فقدانه لقوته أمام الأصول الأخرى.