«تحذير دولي» شيخ الأزهر يصف ما يحدث في غزة بالإبادة الجماعية ويدين مروجي الاستعمار

استقبل شيخ الأزهر الشريف، أحمد الطيب، السيدة أنجلينا أيخهورست، سفيرة الاتحاد الأوروبي في مصر، للتباحث حول آفاق التعاون العلمي المشترك بين الأزهر والاتحاد الأوروبي، حيث تناول اللقاء أبرز القضايا التي تلقي بظلالها على العالم اليوم، مثل الحروب والجرائم التي تطال الأبرياء، ودور التعاون الدولي في تعزيز قيم الإنسانية والسلام.

اللقاء حول تعزيز التعاون العلمي بين الأزهر والاتحاد الأوروبي

شهد اللقاء بين شيخ الأزهر والسفيرة الأوروبية مناقشة سبل تعزيز التفاهم المشترك والتعاون العلمي، خاصةً في ظل ما يواجهه العالم من أزمات ناتجة عن الحروب والصراعات، إذ أكد الإمام الأكبر أن هذه الحروب باتت أكثر وحشية، لا تراعي القيم الإنسانية أو الأخلاقية، وهو ما أدى إلى وقوع الكثير من الضحايا من الأطفال والنساء وتدمير المنشآت التعليمية والدينية، وأشار كذلك إلى “مصيدة الجوع” كوسيلة قاسية تُستخدم لإجبار الأبرياء على الهرب وقتلهم.
وأشار فضيلة الإمام الطيب إلى ضرورة التعاون بين الشعوب لتحقيق عدالة إنسانية حقيقية، معززًا بذلك دور الأزهر في الدعوة إلى الوحدة والتعايش، وداعيًا المؤسسات العالمية إلى التركيز على القيم الأخلاقية والإنسانية كبديل للسياسات المادية والنظريات الاستعمارية التي تتسبب في تدهور المجتمعات.

قضايا الاحتلال ومسؤولية المجتمع الدولي

خلال اللقاء، أعرب شيخ الأزهر عن استيائه من تواطؤ الدول في تمكين الاحتلال بغزة وممارسته للمجازر والإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، مؤكدًا أن هذه الجرائم ما هي إلا نتاج لفلسفات مادية تقوم على صراعات مختلقة هدفها الهيمنة، وأعرب فضيلته عن غضبه مما وصلت إليه هذه السياسات التي تعرقل مساعي السلام وتعد عائقًا أمام تحقيق الأخوة بين الشرق والغرب.
وأشار الطيب إلى خيبة أمله مما وصل إليه العالم اليوم، حيث كان الظن أن الإنسان سينعم بالرخاء والتقدم في القرن الواحد والعشرين، لكنه بات يواجه المزيد من التحديات وخسارة الحقوق الأساسية نتيجة تغييب الدين والأخلاق وإعلاء مصالح السلاح والاقتصاد على حساب الأرواح البريئة.

الأزهر والاتحاد الأوروبي، تعاون نحو السلام

من جانبها، عبّرت السيدة أنجلينا أيخهورست عن تقديرها الكبير لما يبذله الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر من جهود حثيثة لإرساء قيم التسامح والسلام، مشيرةً إلى التعاون المثمر بين الأزهر والاتحاد الأوروبي من خلال برامج مختلفة تهدف إلى نشر ثقافة التعايش وتعزيز الحوار بين الحضارات وتأهيل الشباب للقيام بدور فعال في تعزيز السلام العالمي.
وأكدت السفيرة حرص الاتحاد الأوروبي على استمرارية وتعزيز هذا التعاون البناء مع الأزهر، نظرًا لما يمثله من مرجعية رئيسية في نشر ثقافة الحوار والتناغم بين الشعوب، خاصةً في عالمنا الذي يحتاج إلى تضافر الجهود الدولية لإنهاء الصراعات وبناء جسور التفاهم.

• إدانة الحروب والصراعات التي لا تضع معايير إنسانية
• إبراز أهمية القيم الأخلاقية في مواجهة الأزمات العالمية
• التأكيد على دور الأزهر كمؤسسة دينية في تعزيز الحوار والسلام
• تعزيز دور الاتحاد الأوروبي في نشر ثقافة التعايش

ما تم مناقشته خلال الاجتماع يحمل أهمية كبرى لدعم الجهود الدولية في مجالات السلام، وهذا التعاون بين الأزهر والاتحاد الأوروبي يحفز جميع الأطراف لتعزيز القيم المشتركة التي تعود بالنفع على الإنسانية.