«فرصة استثمار» الذهب يتراجع إلى أدنى مستوى في شهر وسط تهدئة التوترات

انخفض سعر الذهب بأكثر من 1 في المئة يوم الجمعة، ليصل إلى مستواه الأدنى خلال شهر، نتيجة للتراجع الملحوظ في التوترات الجيوسياسية، إضافة إلى الانتظار المستمر لبيانات التضخم في الولايات المتحدة التي تقدم مؤشرات حول مستقبل أسعار الفائدة، ويبدو أن هذه العوامل دفعت الذهب لخسارة أهميته كملاذ آمن خلال الفترة الأخيرة.

أسباب انخفاض سعر الذهب وما تأثيرها

شهد سعر الذهب الفوري انخفاضاً بنسبة 1.3 في المئة ليصل إلى 3283.56 دولار للأونصة، وهو ما يعد أدنى مستوى منذ نهاية مايو الماضي، وبهذا يكون المعدن النفيس قد خسر ما يزيد على 2 في المئة من قيمته خلال الأسبوع الجاري، مع تراجع حاد يُقدّر بـ200 دولار مقارنة بأعلى مستوى له خلال شهر أبريل. كما تراجعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة أكبر، بلغت 1.6 في المئة مسجلة 3295.70 دولار.

هذا الانخفاض جاء مدفوعاً بتطورات جيوسياسية وتجارية، من بينها نجاح الرئيس الأميركي دونالد ترامب في التوصل إلى هدنة بين إيران وإسرائيل، فضلاً عن إعلان مسؤولين أميركيين عن اتفاق تم التوصل إليه مع الصين لتسريع توريد المعادن النادرة إلى السوق الأميركية، مما يعزز حالة الاستقرار التجاري.

كيف تؤثر الأوضاع الاقتصادية في سعر الذهب

يعتمد سعر الذهب بشكل كبير على الأداء الاقتصادي العالمي والسياسات النقدية، وقد توقعت الأسواق صدور بيانات مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي في الولايات المتحدة لمعرفة مستوى التضخم ومدى تأثيره على القرارات المستقبلية لبنك الاحتياطي الفيدرالي. وأشار الخبراء إلى أنه رغم أن الذهب يُعتبر ملاذاً آمناً ضد التضخم، إلا أن بيئة ارتفاع أسعار الفائدة تؤثر سلبا على جاذبيته، لكونه أصلًا غير مدر للأرباح.

وبالنسبة لخبراء الاقتصاد، فإن المهلة المقررة لتنفيذ رسوم ترامب الجمركية في 9 يوليو قد تؤدي إلى تغيرات إضافية على الأسواق، حيث تُضطر الدول إلى عقد اتفاقيات تجارية تجنباً لأي تأثير سلبي لهذه الرسوم، ومع ذلك، من المتوقع أن تدفع هذه الرسوم بمؤشرات التضخم نحو الارتفاع.

أداء المعادن الأخرى مقارنة بالذهب

لم يكن الذهب وحده الذي شهد تغيّرات ملحوظة، فقد تراجع سعر الفضة بنسبة 1.4 في المئة ليصل إلى 36.09 دولار للأونصة، كما انخفض البلاتين بشكل كبير بنسبة 3.8 في المئة، مسجلاً 1363.66 دولار، وهو ما يعد تراجعاً لافتاً بالنظر إلى الرقم القياسي الذي سجله البلاتين مؤخراً عندما وصل لأعلى مستوى له منذ 2014، بينما هبط البلاديوم بصورة طفيفة بنسبة بلغت 0.2 في المئة إلى 1129.98 دولار.

• الذهب يعاني من الانخفاض بسبب استمرار المفاوضات التجارية التي توفر استقراراً للأسواق
• الفضة والبلاتين يشهدان هبوطا بسبب تباينات الطلب في الأسواق العالمية
• التوترات الجيوسياسية والتجارية موجه رئيسي لصعود وهبوط المعادن النفيسة
• ذكرت التقارير أن الذهب بات يُعتبر باهظ الثمن مقارنة بالبلاتين، ما أثر على سعره

مع استمرار مراقبة المستثمرين لبيانات التضخم الأميركية، تبقى توقعات سوق الذهب مرتبطة بردود الفعل على تلك البيانات، وليس من المستغرب أن تظل الأسواق على حالة من القلق في ظل تغيرات السياسة المالية والمتغيرات العالمية.