«فرصة استثمارية» اليورو مقابل الدولار هل يواصل الارتفاع إلى مستويات جديدة

تُعد الأحجام القياسية لتداول اليورو في سوق خيارات العملات الأجنبية، إذ تتجاوز 300 مليار دولار، مؤشرًا جوهريًا يعكس مدى ثقة المستثمرين في قدرة العملة الأوروبية على تحقيق أرباح إضافية، الأمر الذي يعكس توجه الأسواق نحو تعزيز استثماراتها في العملة الموحدة، لا سيما مع تزايد الطلب على العقود التي تراهن على صعود قيمة اليورو أمام الدولار.

هل يصل اليورو إلى 1.2 دولار؟

أبرزت أحدث البيانات اهتمام المستثمرين بعقود خيارات الشراء، ما يعزز فرص تحقيق ارتفاع مستقبلي يعكس قيمة اليورو مقارنةً بالدولار، حيث شهدت هذه العقود ارتفاعًا ملحوظًا خلال الفترة الماضية، ويرى الخبراء أن هذا النشاط ينمو مع ضعف الدولار الناجم عن القضايا الجيوسياسية والحرب التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة ودول أخرى. وفقًا لما قاله شوكي أوموري من ميزوهو سيكيوريتيز، فإن هناك تدفقًا استثماريًا كبيرًا يتمثل في شراء العقود المصممة للاستفادة من ارتفاعات اليورو، وهذا ما يدفع المستثمرين لمواصلة التوجه نحو العملة الأوروبية.

اليورو عند أقوى مستوى منذ 2021

وصل اليورو إلى مستويات لم يصلها منذ سبتمبر 2021، مع تجاوز حاجز 1.17 دولار بسبب مجموعة من العوامل الدولية مثل تهدئة التوترات بين إسرائيل وإيران، بالإضافة إلى توقعات تقليص أسعار الفائدة من قِبل الفيدرالي الأميركي، فيما أسهمت ألمانيا من خلال برامجها المالية التاريخية بتحفيز ثقة الأسواق في مستقبل اقتصادي أفضل لدول منطقة اليورو، الأمر الذي يزيد من جاذبية الاحتفاظ باليورو كأصل مالي. وقد ازدادت مكاسب العملة الأوروبية بشكل ملحوظ على مدار الشهر الماضي مقارنة بمعظم عملات الدول المتقدمة، لتصل إلى معدلات قياسية لم تحدث منذ سنوات، ومما يعزز التفاؤل أيضًا هو انتظار خطاب لرئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، ما يُتوقع أن يكون حافزًا إضافيًا للأسواق.

تشاؤم تجاه الدولار يعزز من قوة اليورو

أشار أنطونيو روجييرو من شركة كونفيرا إلى أن التراجع المستمر في جاذبية الدولار كملاذ آمن، نتيجة الأزمات الجيوسياسية وخسارته لعوامل دعم مؤقتة، يمنح اليورو مزيدًا من الزخم على الساحة الدولية، حيث ارتد اليورو بشكل ملحوظ ليصل إلى أكثر من 15 بالمائة مقارنة بأدنى مستوياته في فبراير، وتأتي التوقعات لمزيد من المكاسب رغم التحذيرات من احتمالية تباطؤ مؤقت في الارتفاعات إذا لم تتم تغييرات على صعيد الأزمة التجارية العالمية أو في سوق السندات الأميركية.

• زيادة تداول العقود المرتبطة بارتفاع اليورو تشير إلى تفاؤل مستمر.
• تحقيق أعلى مستويات منذ 2021 يعزز موقع اليورو عالميًا.
• ضعف الدولار يخلق فرصًا إضافية لصالح العملة الأوروبية.

بيانات الاستثمار تدعم الصعود

تكشف تقارير التداول عن أسباب منطقية وراء الاعتقاد المستمر في صعود اليورو، حيث تشير أرقام لجنة تداول السلع الآجلة إلى أن التفاؤل بالأجواء الاقتصادية المحيطة بالعملة الأوروبية هو الأعلى منذ مطلع العام الجاري، فيما توضح الملاحظات البحثية لبنك أوفرسي-تشاينيز بانكنغ كورب أن قرب انتهاء دورة السياسات النقدية التيسيرية للبنك المركزي الأوروبي، مع تزايد عمليات تنويع المحافظ الاستثمارية بعيدًا عن الدولار، يعززان من مركز اليورو على خارطة العملات الاحتياطية.

بالتالي، فإن مستقبل اليورو لا يزال يظهر بوادر قوة مرتبطة بعدة عوامل سياسية واقتصادية قد تسهم في جعله الخيار المفضل لدى المستثمرين على المدى القريب.