«تنبيهات خطيرة» دولة تشهد أشد أيام العام حرارة والمواطنون يعيشون أوقاتًا صعبة

تشهد المملكة المتحدة موجة حارة جديدة، مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير في عدة مناطق، مما دفع الحكومة البريطانية إلى إصدار التنبيه الصحي البرتقالي. تترافق هذه الموجة مع تأثيرات على مختلف قطاعات الحياة اليومية، خاصة الصحة والمواصلات، إلى جانب تعرض الفئات الأضعف لمخاطر صحية جسيمة، حيث تسعى السلطات لرفع حالة التأهب واتخاذ التدابير الوقائية.

الموجة الحارة في المملكة المتحدة وتأثيراتها الصحية والاجتماعية

بدأت الموجة الحارة الحالية في المملكة المتحدة، محققةً درجات حرارة تصل إلى 34 درجة مئوية في بعض المناطق. وقد أصدرت وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة تنبيهًا باللون البرتقالي لخمس مناطق هي ميدلاندز الشرقية، الجنوب الشرقي، الجنوب الغربي، الشرق ولندن، بينما شملت التنبيهات باللون الأصفر مناطق أخرى كالغرب الأوسط ويوركشاير، على أن تستمر هذه الموجة من يوم الأحد حتى مساء الثلاثاء.

تشكل هذه الموجة تحديًا كبيرًا للأنظمة الصحية، إذ تتوقع السلطات زيادة الطلب على خدمات الصحة والرعاية الاجتماعية. ويتزامن ذلك مع ارتفاع في درجات الحرارة داخل المباني المغلقة، مما يعرض الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم في منازل أو مرافق الرعاية لمخاطر صحية محتملة بسبب نقص التهوية وارتفاع درجة الحرارة الداخلية.

تداعيات الطقس الحار على الصحة العامة

ارتفاع الحرارة يتسبب في عدد من التأثيرات الواضحة على الصحة، وخاصة للفئات الضعيفة مثل كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة. تشير التوقعات إلى إمكانية ارتفاع معدلات الوفيات إثر الموجة الحارة نتيجة الإجهاد الحراري أو الأمراض المزمنة المرتبطة بالحرارة.

كما تواجه الكوادر الصحية تحديات مثل زيادة الحاجة للأدوية التي يجب تخزينها في درجات حرارة معتدلة، مع احتمالية تأثر كفاءتها نتيجة ارتفاع درجة الحرارة إذا لم تُخزن بشكل صحيح. إضافة لذلك، فإن ارتفاع الطلب على الكهرباء، سواء لتشغيل أجهزة التكييف أو التبريد، قد يزيد من الضغط على البنية التحتية للطاقة ويؤثر على توفير الخدمات الأساسية.

  • زيادة حالات الأمراض المرتبطة بالإجهاد الحراري
  • ارتفاع ضغط العمل على العاملين في قطاع الصحة
  • مخاوف من أدوية تفقد فعاليتها بسبب التخزين الحراري السيئ
  • زيادة الطلب على خدمات الطوارئ والمستشفيات

كيف يتم تعريف الموجة الحارة رسميًا؟

بحسب هيئة الأرصاد الجوية البريطانية، تُعرف الموجة الحارة بأنها ثلاثة أيام متتالية تصل درجات الحرارة خلالها إلى عتبة معينة تختلف من منطقة إلى أخرى، وتتراوح بين 25 و28 درجة مئوية. يُذكر أن المملكة المتحدة كانت قد شهدت أول موجة حارة لهذا العام في شهر يونيو، حين سجلت درجات الحرارة معدلات مرتفعة دفعت إلى إصدار أول تنبيه صحي برتقالي منذ سبتمبر 2023.

بالإضافة لذلك، تُعتبر الموجة الحارة جزءًا من تزايد الاضطرابات المناخية عالميًا. ارتفاع الحرارة قد يكون نتيجة لتوسع مناطق الضغط المرتفع عبر أوروبا الغربية، ما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة في جنوب وشرق إنجلترا مقارنة بأجزاء الشمال والغرب الأكثر برودة.

العنصر التفاصيل
تاريخ الموجة من الأحد حتى الثلاثاء
أعلى درجة متوقعة 34 درجة مئوية
المناطق المتأثرة جنوب وشرق إنجلترا
التأثيرات الصحية زيادة الطلب على خدمات الطوارئ

النصائح والإجراءات الوقائية من السلطات

نظرًا إلى الآثار الصحية والاجتماعية السلبية المحتملة، حثت الجهات الصحية في المملكة المتحدة المواطنين على الالتزام بإرشادات السلامة. نُصح بالإكثار من شرب السوائل والابتعاد عن أشعة الشمس المباشرة خلال ساعات الذروة، وتجنب الأنشطة البدنية الشاقة التي قد تؤدي إلى الإصابة بالإجهاد الحراري. أوصت أيضًا الجمعية الوطنية للصيدلة بتخزين الأدوية في أماكن باردة وجافة بعيدة عن مصادر الحرارة، مع الالتفات إلى العناصر الخاصة بالرعاية الصحية مثل التحقق المنتظم من حالة الأشخاص المعرضين للخطر.

موجات الحرارة لم تعد حدثًا عابرًا، بل أصبحت تعكس بصمة أزمة المناخ العالمية وتأثيراتها المتزايدة، مما يتطلب الوعي واتخاذ التدابير الفردية والجماعية للحفاظ على الصحة العامة والحد من التأثيرات السلبية.