«السلاسل تبخرت في برهة» الكنيسة تحتفل بعيد العذراء ومعجزة سجون الاضطهاد

عيد العذراء حالة الحديد يحمل في طياته واحدة من أجمل الروايات في التراث القبطي، حيث يُربط الاسم بمعجزة استثنائية عندما تحررت مجموعة من المسيحيين المضطهدين من سجونهم بفضل شفاعة السيدة العذراء. يتم الاحتفال بهذه المناسبة كل عام في يوم 21 بؤونة بالتقويم القبطي الذي يوافق 28 يونيو 2025، وسط أجواء روحية وطقوس مميزة تضم القداسات والصلوات في الكنائس.

القصة وراء اسم عيد العذراء حالة الحديد

ترتبط قصة عيد العذراء حالة الحديد بواحدة من أبرز الأحداث التي حكاها السنكسار القبطي، حيث تعرض القديس متياس الرسول وعدد من المسيحيين للسجن في آسيا الصغرى بعد موجات من الاضطهاد، وكانت القيود الحديدية تثقل أيديهم وأرجلهم، لكنهم لم يستسلموا، بل لجأوا إلى الصلاة. وتقول الرواية إن السيدة العذراء ظهرت لهم في الليل، ومع حضورها المبهج تحولت القيود الحديدية إلى سائل وانفتحت الأبواب الثقيلة من تلقاء نفسها، ليجد السجناء أنفسهم أحرارًا دون إيذاء الحراس. تحوّل الحادث إلى رمز لقوة الإيمان والتشفع، وأطلقت الكنيسة على الذكرى اسم “حالة الحديد” كإشارة إلى هذا التحوّل المعجزي.

كنيسة العذراء حالة الحديد في قلب القاهرة

واحدة من أبرز معالم العيد هي كنيسة العذراء حالة الحديد في حارة زويلة بمنطقة الجمالية بالقاهرة. تُعد الكنيسة من أعرق الكنائس القبطية في مصر، إذ يرجع تاريخ تأسيسها إلى عام 352 ميلادية، ما يجعلها شاهدة على رحلات وتقاليد مسيحية ضاربة في القدم. وتتميز الكنيسة ببئر أثري وصهريج روماني يُعتقد أنهما كانا على طريق العائلة المقدسة خلال رحلتها في مصر. الأقباط يحرصون على زيارة الكنيسة في هذا اليوم للحصول على البركة والمشاركة في الطقوس الخاصة، حيث يعانق التاريخ الروحانية وينجذب الزوار إلى أصالة المكان.

الاحتفالات بطابعها الروحي المميز

تبدأ التحضيرات للاحتفال عشية يوم 27 يونيو، وتزدحم الكنائس بالزائرين الذين يتوافدون للاستغراق في أجواء احتفالية روحانية. تتمثل أبرز المظاهر في:

  • إقامة قداسات خاصة داخل الكنائس بمشاركة واسعة من الكهنة والشعب.
  • قراءة فصول من السنكسار تروي قصة المناسبة وتفاصيل المعجزة التي حدثت.
  • زيارة كنيسة العذراء بحارة زويلة، حيث تُقام التسبحة وسط أصوات الترانيم الرنانة.
  • ترتيل المدائح المخصصة للسيدة العذراء مع نشر الزينة داخل الكنائس.

ما يميز هذه الاحتفالات أنها تُظهر كيف تستطيع رسالة الإنجيل تجاوز المعاناة اليومية، وكيف ينعكس الأمل بلمسة سماوية على حياة الناس.

رسالة العيد داخل حياة الأقباط

ليس فقط حدثًا تاريخيًا، بل يتجدد عيد العذراء حالة الحديد ليكون مصدر إلهام للعديدين، حيث يعكس إيمانيًا وروحيًا قدرة الصلاة على حل العقد وفك القيود، سواء كانت ملموسة كقيود الحديد في القصة الأصلية أو رمزية كقيود الاضطهاد النفسي أو اليأس. الكنيسة تنظر إلى المناسبة كتذكير دوري بقوة الشفاعة، وكيف يمكن لقلب مثقل أن يجد السلام ببركة السماء. جمّلت الشعائر هذه الرسالة لتغمر الجميع بالأمل، حيث يأتي المؤمنون حاملين جراحهم باحثين عن معجزة جديدة تخلصهم من أثقال الحياة.

المظهر الحدث أو النشاط
الصلاة إقامة القداسات في الكنائس
التراث قراءة رواية المعجزة من السنكسار
البركة زيارة كنيسة العذراء حالة الحديد

السلاسل الحديدية التي ذابت في لحظة أصبحت رمزًا قويًا يعيد إشعال الرجاء في نفوس المؤمنين كل عام. وبينما تتوالى السنوات، تحافظ هذه المناسبة على حضورها القوي في القلوب والطقوس، تمنحهم شعلة جديدة للصمود على درب حياتهم اليومية.