«قفزة تاريخية» اليورو يوسع مكاسبه ويصل لأعلى مستوى منذ 4 سنوات

ارتفع سعر صرف اليورو مقابل الدولار إلى أعلى مستوى له منذ عام 2021، متجاوزًا حاجز 1.17 دولارًا بفضل الطلب المتزايد على العملة الأوروبية الموحدة كاستثمار بديل في ظل ضعف الدولار الأمريكي، ويواصل اليورو تحقيق مكاسب يومية متتالية مدعومًا بتراجع الثقة بالاستقرار المالي للولايات المتحدة ومخاوف استقلالية الاحتياطي الفيدرالي؛ مما أثار اهتمام المستثمرين والأسواق العالمية بقوة هذه التطورات.

عوامل تدعم ارتفاع اليورو مقابل الدولار

تجاوز اليورو مقابل الدولار حاجز 1.17 دولارًا مدعومًا بعدة عوامل رئيسية، تتصدرها الضغوط التي تواجه الدولار الأمريكي بسبب التجاذبات السياسية والنقدية، إذ تعرض رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي "جيروم باول" لانتقادات علنية من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والذي يطالب بتغيير سياسات خفض الفائدة بشكل سريع مع التهديد باستبدال باول، مما أثر سلبًا على الثقة بمصداقية الاحتياطي الفيدرالي.
كذلك فقد أدى تراجع التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة الأوروبية في المدى القريب إلى تعزيز موقف العملة الموحدة، حيث ينظر المستثمرون إلى سياسات البنك المركزي الأوروبي بأن عليها التعامل بحذر في تعديل السياسة النقدية، وقد أعربت رئيسة البنك "كريستين لاجارد" عن اقتراب انتهاء دورة التخفيف النقدي، وهو ما يعزز توقعات بقاء أسعار الفائدة دون تغيير على المستوى القريب.

نظرة عامة على أداء اليورو والدولار

شهد اليورو مقابل الدولار مكاسب يومية متصاعدة، حيث وصل سعر الصرف إلى 1.1717 دولار، بعد أن بدأ التداول اليومي عند 1.1659 دولار، مما يعكس زخمًا قويًا يعزز مكانة العملة الأوروبية أمام الدولار الأمريكي، وفي المقابل، انخفض مؤشر الدولار إلى أدنى مستوياته في ثلاث سنوات عند 97.27 نقطة، مما يعكس استمرار الضغط السلبي على العملة الأمريكية عالميًا.
يأتي هذا في سياق ارتفاع الطلب على الأصول الأوروبية بسبب حالة عدم اليقين في واشنطن، إذ إن تعليقات المسؤولين الاقتصاديين الأمريكيين والخلاف في السياسات النقدية أضعف ثقة المستثمرين بالدولار، وهذا يفتح الباب لمزيد من الضغط على العملة الأمريكية خلال الأشهر المقبلة بناءً على تطورات المشهد النقدي والسياسي.

توقعات الأسواق والسياسات النقدية

في أوروبا، يتجنب البنك المركزي الأوروبي اتخاذ قرارات متسرعة تتعلق بخفض أسعار الفائدة، فقد أظهرت اجتماعاته الأخيرة تأييد الأغلبية لعدم إجراء تخفيض إضافي في يوليو، مفضلين مراقبة البيانات الاقتصادية القادمة. ومع ذلك، لا تزال احتمالات خفض الفائدة بنحو 25 نقطة أساس بنهاية العام قائمة، وإن كانت أقل من التوقعات السابقة، مما يخفف الضغط على العملة الأوروبية.

• التزام الحذر في تعديل الفائدة الأوروبية يدعم استقرار اليورو.
• زيادة الطلب على العملة الأوروبية بانخفاض الثقة بالدولار.
• دور التصريحات السياسية الأمريكية في إضعاف مؤشر الدولار.
• انتظار الأسواق صدور بيانات اقتصادية قوية من الجانب الأوروبي.

أما في الولايات المتحدة، فتحولت الأنظار إلى الصراعات السياسية بين ترامب وجيروم باول التي أشعلت المخاوف حول استقلالية سياسات الاحتياطي الفيدرالي، ومن المرجح أن يواجه الدولار مزيدًا من الانخفاض إذا استمر هذا التوتر السياسي في التأثير على النظرة العالمية لمصداقية السلطات النقدية الأمريكية.
بهذا السياق، يواصل سعر صرف اليورو مقابل الدولار التحليق، مع وجود دعم إضافي من تراجع شهية المستثمرين للدولار، في حين ترقب الأسواق مسار السياسات النقدية الأوروبية والأمريكية كعامل رئيسي في تحديد الاتجاهات المستقبلية.