«موجة حارة» الطقس في بداية الصيف يثير دهشة السكان

موجة حر شديدة تضرب المغرب وتغير معتاد المناخ، هذا ما أكده الحسين يوعابد، مدير التواصل بالمديرية العامة للأرصاد الجوية، مشيرًا إلى أن المملكة ستشهد ارتفاعًا حادًا في درجات الحرارة يفوق المعدلات الموسمية المعتادة بما يتراوح بين 8 و15 درجة مئوية في عدد من المناطق. هذا الارتفاع غير الاعتيادي سيمتد من يوم الجمعة وحتى يوم الثلاثاء المقبل، ما ينبئ بتغيرات مناخية قد تمتد آثارها لفترات أطول.

موجة حر غير مسبوقة تضرب مناطق معتدلة المناخ

يتوقع أن تواجه جهات معروفة بمناخها المعتدل درجات حرارة تصل إلى مستويات صيفية قصوى، حيث تراوحت التوقعات بين 35 و47 درجة مئوية في عدد من المناطق الداخلية، وبين 34 و40 درجة في السواحل الأطلسية، وذكرت المديرية أن مثل هذه الدرجات المرتفعة غالبًا ما تُلاحظ خلال فترة منتصف الصيف المعروفة بـ”السمايم”، والتي تمتد بين يوليوز وغشت عادة، وهو ما يجعل هذا الارتفاع غير مسبوق في بداية موسم الصيف، مما يعكس تمدد موجات الحر وتأثيرها على المناخ الإقليمي.

  • درجات الحرارة تتراوح بين 35 و47 درجة مئوية في المناطق الداخلية
  • السواحل الأطلسية تشهد درجات بين 34 و40 درجة مئوية
  • الارتفاع ناتج عن تأثيرات منخفض حراري صحراوي
  • السخونة تجاوزت التوقعات الموسمية المعتادة بفارق كبير

أسباب ظاهرة موجة الحر وتأثيراتها المناخية

تأتي هذه الظاهرة نتيجة امتداد المنخفض الحراري الصحراوي المعروف بظاهرة “الشركي”، والذي يجلب كتل هوائية حارة وجافة من الصحراء الكبرى إلى مختلف مناطق المغرب، بداية من الجنوب والوسط وحتى السهول الأطلسية وأحيانًا امتدادًا إلى السواحل. تسبب هذا الامتداد في ظهور موجة حر تزيد عن المعدل المعتاد، حيث أثبتت دراسات علمية حديثة أن منطقة البحر الأبيض المتوسط تشهد احترارًا أسرع من المعدلات العالمية المعتادة، مما يؤدي إلى تفاقم الظواهر المناخية القاسية، مثل ارتفاع درجات الحرارة بشكل متزايد.

وفيما أشار الحسين يوعابد إلى أن هذه الحادثة المناخية ليست جزءًا من نمط صيفي عادي، أوضح أن الاحترار العالمي ساهم في تكرار أحداث الطقس المتطرفة بزمنها وشدتها. ومن المتوقع أن تكون هذه الموجات أطول وأكثر حدة مما كانت عليه في السابق، حيث سجلت أكادير في صيف 2023 درجة حرارة قصوى بلغت 50.4 درجة مئوية، الأمر الذي أثار مخاوف المواطنين بشأن مواجهة صيف أشد حرارة في العام الحالي.

النظرة المستقبلية لتأثير الاحترار العالمي على المغرب

الاحترار العالمي لا يقتصر على إحداث تغييرات موسمية عادية فقط، بل يزيد من احتمالية حدوث ظروف مناخية أكثر شدة ويدفع إلى تعزيز ارتباط موسمي الصيف بتطرف درجات الحرارة. المغرب كغيره من دول العالم يتأثر مباشرة بهذا السياق مما يؤدي إلى تنامي الحاجة لتغييرات بيئية واستراتيجيات مستدامة للتعامل مع هذه التحديات، إذ أن امتداد المنخفضات الجوية شديدة الحرارة يأتي كنتيجة مباشرة لتسارع التغيرات المناخية.

التأثير الأسباب
ارتفاع درجات الحرارة المنخفض الحراري الصحراوي والاحترار العالمي
تمدد موجات الحرارة ارتباط التغيرات المناخية بالبحر الأبيض المتوسط

يبقى التحدي الأكبر هو تبني سياسات متكاملة تدعم التخفيف من آثار الاحتباس الحراري وإيجاد حلول مبتكرة لحماية البيئة والحفاظ على استقرارها. الوعي بخطورة هذه الظواهر وتكرارها يُعد مركزيًا لضمان استدامة المناخ والحد من التغيرات المناخية.