«تراجع ملحوظ» الدولار ينخفض أمام اليورو والإسترليني وسط تقلبات الأسواق

تراجع الدولار إلى أدنى مستوى في الأعوام الأخيرة وحركة الأسواق المالية
تراجع الدولار إلى أدنى مستوى له منذ ثلاثة أعوام ونصف العام مقابل العملتين الأوروبية والبريطانية، حيث شهدت الأسواق حالة من التخبط نتيجة توقعات خفض أسعار الفائدة من قِبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، وقد أشار خبراء الاقتصاد إلى أن هذا الانخفاض يعكس التأثير المتزايد لسياسات النقدية الأميركية والديناميكيات الاقتصادية العالمية.

تراجع الدولار وتأثير توقعات مجلس الاحتياطي الاتحادي

مع تصاعد التوقعات بخفض أسعار الفائدة، تزايد الضغط على الدولار، حيث أكد إريك ثيوريت، خبير العملات الأجنبية لدى سكوتيا بنك، أن اهتمام الأسواق كان مُركزًا هذا الأسبوع على خطوات مجلس الاحتياطي الاتحادي، خاصة مع الحديث عن إمكانية خفض أسعار الفائدة في وقت أقرب من المتوقع، هذه التوقعات دفعت الأسواق إلى تقديم أرقام أكثر تفاؤلًا بمقدار 65 نقطة أساس بحلول نهاية العام، وهي قفزة هائلة إذا ما قورنت بما كان متوقعًا يوم الجمعة الماضي عند 46 نقطة فقط؛ كما يُرتقب أن تبدأ التخفيضات في سبتمبر القادم.

تأثير السياسات النقدية على الدولار والعملات الأخرى

رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول أشار إلى أنه من المهم التمسك بموقف ثابت للتعامل مع التضخم المتوقع في الصيف القادم، ومع انتهاء فترة باول خلال مايو المقبل؛ ينتظر المجتمع الاقتصادي قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن اختيار خليفته، حيث يتوقع أن يتم تعيين رئيس جديد لمجلس الاحتياطي يميل بشكل أكبر إلى سياسات نقدية أكثر مرونة، ومن شأن تلك القرارات أن تُحدث تأثيرًا مباشرًا على أسواق العملات العالمية، فقد شهد اليورو ارتفاعًا بنسبة 0.39% ليصل إلى 1.1705 دولار، بينما واصل الجنيه الإسترليني صعوده ليبلغ أعلى مستوى منذ أكتوبر/تشرين الأول 2021 عند 1.3764 دولار
أما الفرنك السويسري فوصل إلى قمة غير مسبوقة خلال السنوات العشرة والنصف الماضية ليحقق مستوى 0.80 دولار، بينما انخفض الدولار الأميركي مقابل الين الياباني بنسبة 0.61% ليسجل 144.38 ين، هذه التقلبات أدت إلى تحول كبير في قرارات المستثمرين بشأن الأصول الأميركية، تلك المعطيات تعكس زيادة المخاوف بشأن التباطؤ الاقتصادي المحتمل وتراجع الثقة بالدولار كملاذ آمن

الضغوط على الدولار والأسواق العالمية

التوجه العام نحو الابتعاد عن الاستثمارات القائمة على الدولار يُعد من أبرز الظواهر المالية في الفترة الراهنة نتيجة القلق بشأن مستقبل الاقتصاد الأميركي، حيث إن سياسات الرسوم الجمركية التي ينتهجها ترامب تعود للواجهة مرة أخرى مع اقتراب المواعيد النهائية لإبرام اتفاقيات تجارية إضافية، مما يزيد من عدم الاستقرار في الأسواق
كما استمر التراجع في سوق العملات المشفرة، حيث انخفض سعر البيتكوين بنسبة 0.65% ليصل إلى 107.144 دولار، مما يظهر أن الأسواق المشفرة لم تكن بمنأى عن التأثيرات السلبية للعوامل الاقتصادية العالمية

• زيادة التوقعات بخفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة
• تغيرات كبيرة في قيمة العملات العالمية مقابل الدولار
• إعادة توزيع تدريجي للاستثمارات الدولية بعيدًا عن الأصول الأميركية
• الضغوط المستمرة على العملات المشفرة بالتزامن مع تقلب الأسواق المالية

التغيرات في الأسواق تعكس ديناميكيات اقتصادية غير مسبوقة مع تأثير مباشر على المستثمرين وأسواق العملات، حيث يشهد العالم تحولًا كبيرًا في سياسات اقتصادية تعزز من تقلبات الأسواق وتحديات العملات الكبرى.