«تحذير مناخي» مواعيد مباريات كأس العالم الأندية تحت مراجعة بسبب الحرارة

تحذيرات حول تغير المناخ وتأثيره على كرة القدم تتزايد مع تزايد تأثير الظاهرة على العالم، حيث خاض لاعبو بوروسيا دورتموند وأولسان الكوري الجنوبي مباراة قاسية في أجواء شديدة الحرارة بمدينة سينسناتي الأميركية، حيث تعدت درجات الحرارة 32 درجة مئوية، بالتزامن مع توقيت المباراة في الساعة الثالثة عصراً بالتوقيت المحلي؛ مما يعود بالتساؤلات حول جاهزية كرة القدم لمواجهة تحديات التغير المناخي.

تأثير درجات الحرارة المرتفعة على صحة اللاعبين

وفقًا لتقارير حديثة، استغل اللاعبون في المباراة المذكورة فترات التوقف التي اعتمدها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) هذا الأسبوع من كل شوط لترطيب أجسامهم وسط ظروف كانت شديدة القسوة، حيث وصف مدرب فريق تشيلسي، إنزو ماريسكا، الأجواء بمدينة فيلادلفيا بأنها “غير صالحة لإجراء تدريبات طبيعية” وخصوصًا أثناء فترة الظهيرة، وهذا دق ناقوس الخطر بشأن وضع اللاعبين أمام بيئة تزيد من الإجهاد البدني وتعرضهم للمخاطر الصحية، مما يجعل إعادة تقييم التوقيتات الحالية أمرًا حتميًا.

دور “فيفبرو” والتحركات لمواجهة الأزمات المناخية

أكد “فيفبرو”، الاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم المحترفين، أن الظروف المناخية الحالية أصبحت تمثل خطرًا حقيقيًا ومتزايدًا يهدد كرة القدم، مشددًا أن هذه الأزمة ليست افتراضية بل ملموسة ومتصاعدة مع مرور الوقت، وقد دعا الاتحاد إلى تحقيق مراجعة شاملة لسياسات جدولة المباريات، حيث أشار بيانهم إلى ضرورة وضع صحة اللاعبين فوق كل اعتبار، مطالبين بتحديث البروتوكولات الحالية من خلال جهد جماعي تشارك فيه كافة الأطراف الفاعلة في صناعة كرة القدم لضمان حلول عملية وفعالة.

• التحقق الدوري من توقعات الطقس لإجراءات وقائية قبل المباريات
• إقامة المباريات في ساعات تجنب الذروة الحرارية
• استخدام أنظمة تبريد مبتكرة في الملاعب المفتوحة
• تأجيل المباريات في ظروف الطقس القاسية قدر الإمكان

مخاطر موجات الحر أثناء البطولات الكبرى

تطرقت الخبيرة في علم البيئة الرياضي، مادلين أور، إلى التأثير الكبير لتغير المناخ وصرحت بأن العوامل الاقتصادية، مثل رغبات شركات البث بعدم تعديل توقيت المباريات لاعتبارات الإعلانات، قد تمثل عائقًا إضافيًا، حيث أشارت إلى المدن مثل فيلادلفيا وميامي ونيويورك والتي تعتبر من بين المدن الأكثر عرضة لموجات الحرارة المرتفعة، كما اقترحت نقل بعض المباريات إلى ملاعب مغلقة مجهزة بوسائل تبريد مثل تلك الموجودة في دالاس وهيوستن عوضًا عن إقامتها ملاعب مكشوفة أثناء الظهيرة.

إذا نظرنا إلى الخلف، نلاحظ أن نسخة كأس العالم 1994 تحمل ذكريات تُعيد تأكيد هذه الأزمة المتصاعدة، مع درجات حرارة سُجلت وقتها بـ38 درجة مئوية في بعض المباريات النهائية، وهو ما أثار غضب الجماهير وقتها بسبب توقيتات المباريات، مما يطرح توقعات مماثلة لجدول بطولة كأس العالم 2026 في حال عدم اتخاذ تدابير حاسمة.