«فرصة ذهبية» أسعار الذهب تنخفض مع تحسن الأوضاع الإقليمية بشكل ملحوظ

انخفضت أسعار الذهب بفضل انحسار التوتر في الشرق الأوسط، حيث يعتبر الذهب أحد أكثر الأصول تأثرًا بالتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية، فقد تراجع في المعاملات الفورية بنسبة 0.5 بالمئة ليصل إلى 3316.47 دولارا للأوقية، بينما انخفضت العقود الآجلة الأمريكية 0.4 بالمئة لتصل إلى 3329.20 دولار، بحسب البيانات المسجلة يوم الخميس عند الساعة 13:33 بتوقيت غرينتش.

انخفاض أسعار الذهب وتأثير التوترات الجيوسياسية

أوضح رئيس قسم تداول المعادن في هاي ريدج فيوتشرز، ديفيد ميجر، أن السبب الأساسي لانخفاض أسعار الذهب يكمن في تراجع حدة التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، هذه المتغيرات أدت إلى تقليل مخاوف المستثمرين التي تدفع عادة لارتفاع أسعار الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا، كما أن التوقعات حول خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ساهمت بتزايد معدلات الضغط على المعدن النفيس.

تتوقع الأسواق أن يتم خفض الفائدة مرتين بإجمالي 50 نقطة أساس، مما جعل الأسواق تنتظر شهر سبتمبر بفارغ الصبر، إذ تأتي هذه التوقعات في ظل زيادة تأثير الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة، مما يعزز المخاوف من تفاقم معدل التضخم وتأثيرها السلبي على الاقتصاد.

أداء الذهب في ظل عدم استقرار الفائدة

يُلاحظ أن أسعار الذهب تميل للارتفاع في فترات عدم اليقين الاقتصادي، خاصة مع اتجاه الفائدة نحو الانخفاض، وقد شددت البيانات الأخيرة على تراجع الاقتصاد الأمريكي بوتيرة أسرع مما كان متوقعًا في الربع الأول من العام، مع تراجع إنفاق المستهلكين الذي انعكس سلبًا على الأداء الاقتصادي العام، لكن التساؤلات تظل قائمة حول مدى انعكاس التحفيز المتوقع من البنك المركزي لتحفيز النشاط الاقتصادي.

وينتظر المستثمرون اليوم بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي، التي تُعدّ مؤشرًا أساسيًا يمكن أن يشير إلى سلوك الإنفاق والدخل العام في الولايات المتحدة، مما قد يسبب تذبذبًا إضافيًا لأسعار الذهب في ظل المعطيات الاقتصادية الحالية.

تحركات المعادن النفيسة الأخرى

لم تقتصر التحركات فقط على أسعار الذهب، إذ شهدت المعادن النفيسة الأخرى أداءً متباينًا يعكس حالة تقلب الأسواق، حيث سجلت الفضة ارتفاعًا بنسبة 0.2 بالمئة لتصل إلى 36.39 دولارًا للأوقية، بينما قفز البلاتين بنسبة 1.7 بالمئة ليبلغ 1377.62 دولارًا ويصل لأعلى مستوياته منذ سبتمبر، وفي المقابل، تراجع البلاديوم بنسبة 2.5 بالمئة ليصل إلى 1084.41 دولارًا.

عوامل تُحدد اتجاه أسعار الذهب

يمكن تلخيص الأسباب والعوامل المؤثرة في تحرك أسعار الذهب والمعادن النفيسة كما يلي:

• مدى تأثير التوترات الجيوسياسية في مناطق العالم المختلفة.
• السياسات النقدية للبنك المركزي الأمريكي وتوجهات الفائدة.
• بيانات النمو الاقتصادي ومؤشرات الإنفاق الفردي.
• تغيرات العرض والطلب في الأسواق العالمية للذهب والمعادن.

على الرغم من هذه التقلبات، يبقى الذهب حالة استثنائية بين الأصول كملاذ آمن في أوقات الأزمات الاقتصادية وزيادة التضخم، مما يجعل قراءات السوق عن كثب أمراً هاماً لصُنَّاع القرار والمستثمرين على حد سواء.