«موجة قاتلة» أوروبا تحترق تحت وطأة حر غير مسبوق وتحذيرات الأرصاد تتزايد

تشهد القارة الأوروبية موجة حر شديدة وغير مسبوقة، ما جعل مصطلح “موجة حر في أوروبا” هو محور البحث الأكثر تداولًا حاليًا، حيث أطلقت الهيئة الإيطالية للأرصاد الجوية تحذيرات رسمية بشأن ارتفاع درجات الحرارة التي تجاوزت المعدلات الطبيعية بفارق كبير، إذ تبلغ درجات الحرارة الحالية في العديد من المناطق الأوروبية ما بين 36 و40 درجة مئوية، مما خلق أوضاعًا مناخية خانقة تؤثر على الحياة اليومية بشكل كبير.

ذروة موجة حر في أوروبا تبدأ السبت بارتفاع غير عادي

حذّرت الأرصاد الإيطالية من أن موجة حر في أوروبا ستصل إلى ذروتها يوم السبت، تاركة سكان القارة في مواجهة مع مناخ مرهق وغير مسبوق، إذ يتمثل السبب الرئيسي وراء هذه الموجة الحارة في تمركز الكتل الهوائية الجافة والساخنة في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، مما يمنع تكون السحب ويعزز الإشعاع الشمسي المباشر؛ الأمر الذي يتسبب في ارتفاع درجات الحرارة حتى في المناطق الجبلية المعتادة على الطقس البارد. كما أشارت التوقعات إلى أن الضغط الجوي سيبلغ مستويات قياسية تصل إلى ارتفاع 5300 متر فوق سطح البحر، مما يعني غياب البرودة أو الصقيع حتى في أعلى قمم الجبال مثل مونتي بيانكو.

من شأن هذه الظروف المناخية غير الاعتيادية أن تزيد من صعوبة الحياة اليومية لسكان أوروبا، خصوصًا مع تسجيل درجات حرارة مرتفعة حتى خلال ساعات الليل، الأمر الذي يؤدي إلى اضطرابات في النوم وتحديات في عمليات التبريد الطبيعي.

التداعيات وتوصيات للتغلب على موجة حر في أوروبا

تمتد موجة حر في أوروبا لتشمل دولًا في الغرب والوسط، وتمتد تدريجيًا نحو المناطق الشرقية، بينما تغيب أي دلائل على تغييرات جوهرية في الطقس خلال الفترة القريبة المقبلة، حيث تشير التوقعات إلى استمرار موجة الحر الحارقة حتى الأيام الأولى من يوليو، ما يفرض على الأفراد ضرورة اتخاذ إجراءات احترازية لحماية أنفسهم من وطأة الظروف المناخية المتفاقمة.

وفيما يلي توصيات الخبراء للتعامل مع هذه الأجواء الحارة الشديدة:

• تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس خاصة في ساعات الذروة
• الحفاظ على الترطيب عبر تناول كميات كبيرة من المياه والسوائل يومياً
• توفير التهوية واستخدام وسائل التبريد الصناعية مثل المكيفات
• الابتعاد عن الجهد البدني المفرط في الهواء الطلق، خصوصاً خلال فترات النهار
• تأمين الحماية اللازمة للأطفال وكبار السن ومرضى الجهاز التنفسي

هذه التوصيات أصبحت ضرورة ملحّة لكل من يعيش في أوروبا خلال هذه الفترة، حيث يمكن أن تلعب دوراً هامًا في تخفيف تأثيرات الموجة الحارة على الصحة العامة والجودة المعيشية.

موجة حر في أوروبا بلا نهاية قريبة

تشير الأرصاد الجوية إلى أن أوضاع الطقس المحمومة ستستمر على ما يبدو لفترة طويلة، مع احتمالية أن تشهد الأيام المقبلة مزيدًا من الارتفاع في درجات الحرارة، خاصة في المدن الكبرى التي يعاني سكانها أكثر من التكدس السكاني وقلة مساحات التبريد الطبيعي.

وأمام هذه التحديات، أصبح الصبر عنوان المرحلة في ظل انعدام بوادر الانفراج المناخي، ما دفع الأرصاد الجوية إلى اعتبار هذا الوضع بمثابة درس يُبرز أهمية التكيف مع الظروف المناخية المتغيرة.