«خطوة مرتقبة» روسيا تدرس حظر كامل على تصدير البنزين لتأمين السوق المحلي

روسيا تدرس فرض حظر كامل على تصدير البنزين وسط تحركات لمعالجة ارتفاع الأسعار وتحقيق الاستقرار في السوق المحلية، تناولت هيئة مكافحة الاحتكار الفيدرالية الروسية هذه القضية باقتراح يهدف إلى الحد من تصدير الوقود إلى الخارج، وتحديدًا بعد ملاحظة ارتفاع أسعار البنزين في السوق المحلية إلى مستويات قياسية خلال الشهر الماضي نتيجة عوامل اقتصادية مؤثرة.

لماذا تقترح روسيا حظرًا كاملًا على تصدير البنزين؟

اقترحت روسيا فرض حظر كامل على تصدير البنزين لمعالجة قضية ارتفاع أسعار الوقود الذي أصاب السوق المحلية؛ فقد وصل سعر الجملة للبنزين في بورصة السلع الأساسية الروسية إلى مستوى تاريخي تجاوز 65 ألف روبل للطن المتري، وفقًا لتقارير رسمية، تأتي هذه القفزة بسبب الطلب المتزايد وشحّ الإمدادات، الوضع دفع هيئة مكافحة الاحتكار لإطلاق مقترح حظر شامل فيما لا تزال الشركات تمتلك تراخيص تصدير تمكنها من بيع الوقود للخارج.

وحاليًا تسري قيود جزئية تستهدف فقط نسبة صغيرة من الصادرات، حيث تستثني هذه القيود اتفاقيات ثنائية بين روسيا ودول مثل منغوليا وبعض الدول المنضوية ضمن الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، لكن هذه الإجراءات لم تعد كافية، إذ تعاني السوق المحلية من نقص كبير يسبب ضغوطًا متزايدة على المستهلكين.

الحكومة الروسية والقرارات التنظيمية بشأن تصدير البنزين

لم يقتصر النقاش حول تصدير البنزين على هيئة مكافحة الاحتكار وحدها، فالحكومة الروسية تُعد الجهة التي تتحمل مسؤولية اتخاذ القرار النهائي بشأن فرض حظر تصدير كامل، الهيئة التنظيمية بدورها تساهم في صياغة التوصيات لكنها لا تملك سلطة فرض القرار مباشرة، ومن ناحية أخرى فإن حظر التصدير قد يبقى خيارًا مطروحًا لمعالجة مشكلة الوقود المتكررة، خاصة أن الحكومة لجأت إلى فرض مثل هذه القيود المؤقتة في السنوات الماضية لمكافحة النقص.

جدير بالذكر أن القيود الحالية تستند إلى مخرجات اتفاقيات يتم التنسيق بموجبها لضمان تزويد الحلفاء والدول التي ترتبط معها روسيا بعقود طويلة الأجل خاصة في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي.

من هي الدول الأكثر استيرادًا للبنزين الروسي؟

يعد البنزين الروسي سلعة حيوية بالنسبة للعديد من الدول، وتشمل أبرز المستوردين نيجيريا، ليبيا، تونس، الإمارات العربية المتحدة، ومنغوليا، هذه الدول تعتمد بشكل كبير على واردات الوقود الروسي لتنظيم قطاعاتها المحلية، ولكن مع التوجه نحو حظر كامل، قد تواجه هذه الدول تحديات محتملة في تأمين الإمدادات.

• تعتبر الإمدادات الروسية أرخص مقارنة بالأسواق الأخرى
• روسيا تملك مرونة في تعديل كميات التصدير تبعًا لحاجات المستوردين
• التوترات الاقتصادية الدولية قد تزيد اعتماد الدول الصغيرة على روسيا
• أغلب المستوردين يميلون للاستفادة من انخفاض القيمة التنافسية للروبل الروسي

الغموض ما زال مسيطرًا حول مستقبل صادرات البنزين الروسية، إذ يعتمد القرار النهائي على سياسات الحكومة خلال الأشهر المقبلة، يترقب الجميع تأثير ذلك على السوق المحلية والدولية خاصة مع تغير المشهد الاقتصادي العالمي وتراجع القدرة الإنتاجية لقطاع الطاقة في أجزاء متعددة.