«تحذيرات ساخنة» الحرارة ترهق لاعبي كأس العالم للأندية وتثير قلق مونديال 2026

درجات الحرارة المرتفعة في بطولات كرة القدم أصبحت تشكل تحديًا مستمرًا، حيث تشير الشواهد الأخيرة إلى أن تنظيم المباريات في أجواء شديدة الحرارة قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة، مثلما حدث في كأس العالم للأندية هذا العام في أمريكا، إذ تجاوزت درجات الحرارة 32 مئوية أثناء مواجهة بين بوروسيا دورتموند وأولسان. الوضع يدق ناقوس الخطر حول كأس العالم 2026 الذي سيقام في أمريكا، المكسيك، وكندا.

تحديات درجات الحرارة المرتفعة في تنظيم كأس العالم 2026

تنظيم كأس العالم في ظل درجات حرارة مرتفعة يشكل عقبة كبيرة، فالظروف الصعبة التي واجهها اللاعبون في أمريكا تسلط الضوء على الكيفية التي يمكن أن تؤثر بها درجات الحرارة المرتفعة على نجاح البطولة، وقد ظهرت مطالبات من الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين لتقييم مواعيد انطلاق المباريات لتضمن سلامة اللاعبين، ولحسن الحظ أضاف الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” فترات راحة لترطيب الأجساد خلال المباريات، إلا أن هذه الحلول لا تبدو كافية لمعالجة جذرية للأزمة.

توسع البطولة إلى 48 فريقًا يزيد من تعقيد الجدول الزمني، ولا سيما أن الشركات الكبرى للبث التلفزيوني تشكل جزءًا أساسيًا من صناعة كرة القدم، مما يجعل من الصعب تغيير مواعيد المباريات. المدن المستضيفة مثل ميامي وفيلادلفيا وبوسطن ستواجه أعلى المخاطر من حيث الحرارة، وستحتاج إلى اتخاذ تدابير استثنائية لتجنب التبعات السلبية.

الأماكن المغلقة كجزء من الحلول المقترحة

لحل بعض المشكلات الحرارية المرتقبة، أوصت دراسات بأن بعض المباريات يمكن نقلها إلى ملاعب مغلقة مثل الموجودة في أتلانتا ودالاس وهيوستن وفانكوفر، هذه الملاعب توفر أجواءً أكثر راحة وتحد من تأثير الحرارة على اللاعبين والمشجعين، بينما تعتمد المدن المستضيفة المفتوحة على تنظيم المباريات في أوقات أقل حرارة، مثل أوقات المساء أو الصباح الباكر.

ومع ذلك، يبقى الحل معقدًا، إذ إن البث التلفزيوني يمثل عاملًا اقتصاديًا كبيرًا، وشركات الإعلانات الممولة قد لا تتقبل بسهولة تعديل الجداول الزمنية، مما يعكس صراعًا بين السلامة المادية والرياضية والأرباح المالية. جدول يوضح المدن المعرضة لخطر الحرارة والملاعب المغلقة كبدائل:

ماذا يمكن لصناعة كرة القدم أن تفعله؟

تحتاج صناعة كرة القدم إلى تطبيق سياسات أكثر استدامة تجاه ارتفاع درجات الحرارة، ومن بين الاقتراحات الأساسية المطروحة ما يلي:

• مراجعة مواعيد المباريات لتجنب فترات الظهيرة الحارقة.
• توفير استراحات ترطيب بين الأشواط بما يتناسب مع الظروف المناخية.
• زيادة استخدام الملاعب المغلقة لتقليل آثار الطقس الحار.
• تطبيق بروتوكولات طبية متقدمة لمراقبة صحة اللاعبين أثناء المباريات.

الاهتمام بصحة اللاعبين وسلامة الجماهير يتطلب تغييرات عميقة في خطط التنظيم، مع التركيز على تبني رؤية طويلة المدى لمواجهة تغير المناخ. الصناعة بأكملها بحاجة إلى التنسيق لتقديم حلول مبتكرة تضمن نجاح الفعاليات الرياضية في بيئة متغيرة صعبة.