مصطفى عبيد شهيد المفرقعات الذي ضحى بحياته من أجل الوطن وفاز بالإفطار في الجنة

الرائد مصطفى عبيد الأزهري هو أيقونة حقيقية للتضحية والشجاعة، حيث قدم حياته فداءً للوطن. ابن قرية جزيرة الأحرار بالقليوبية ومن خبير المفرقعات في مديرية أمن القاهرة، بدأ يومه كعادته دون إدراك أنه سيمضي إلى الخلود في ذاكرة مصر بأفعال بطولية لا تُنسى، تاركًا إرثًا يخلده الجميع. كيف كانت تفاصيل يومه الأخير؟

مصطفى عبيد: قائد الشجاعة في مواجهة الموت

في يوم عادي، ودّع مصطفى عائلته بأبسط الكلمات، حيث اتصلت به زوجته لتوصيه بالحرص والأمان، ولم تنس طفلته الصغيرة “لارا” قولها المؤثر: “إنت وحشتني يا بابا”. كانت مجرد لحظات دافئة تحيط بها كلمات الاطمئنان، لكنها باتت وداعًا أخيرًا لم يكن مقدّرًا له أن يستمر. جاء البلاغ عن وجود حقيبة مليئة بالعبوات الناسفة في منطقة عزبة الهجانة. تحرك مصطفى بجرأة ليكون في مقدمة الصفوف، تلك الشجاعة التي تعرضه لخطر دائم لكنها كانت جزءًا من مسيرته نحو حماية وطنه مهما كانت الظروف.

القصة الحزينة للشهيد مصطفى عبيد

حين وصل إلى الموقع، أدرك مصطفى أن الخطر ينتظره ولكنه لم يتراجع. تعامل ببسالة مع العبوات الناسفة، وبينما يخطو خطواته لإنقاذ الأرواح، انفجرت إحدى العبوات لتوقعه شهيدًا على الفور. كانت هذه اللحظة تمثل أقصى درجات التضحية، حيث سقط مصطفى مضرجًا بدمائه فداءً لوطنه، ليصبح رمزًا خالدًا للشجاعة والإخلاص.

مسيرة التضحية والإرث الوطني

مصطفى عبيد ليس فقط شهيدًا من شهداء الشرطة عام 2019، بل هو وريث إرث من التضحية الوطنية. ينتمي لعائلة عريقة معروفة بالبطولات، فجده كان أحد شهداء القوات المسلحة خلال العدوان الثلاثي، ووالده اللواء أركان حرب عبيد الأزهرى. قريته “جزيرة الأحرار” ودّعته بدموع الفخر والزغاريد، لتؤكد أنه لم يكن مجرد ابن القرية بل كان ابنًا لمصر كلها. اليوم، يمثل مصطفى رمزًا للوفاء للوطن بغض النظر عن المخاطر.

الرائد مصطفى عبيد سيظل رمزًا حاضرًا في ذاكرة الوطن، كأيقونة للشجاعة والتضحية في سبيل سلامة المصريين.