«مكاسب النفط» تواصل الارتفاع لليوم الثاني مع تراجع المخزون الأمريكي

أسعار النفط، شهدت أسعار النفط بداية تعاملات اليوم الخميس ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة طفيفة لتواصل مكاسبها لليوم الثاني تواليًا، وجاء هذا الارتفاع مستندًا إلى الانخفاض الحاد في مخزونات الخام الأمريكية، بالتزامن مع حالة الترقب في الأسواق العالمية نتيجة التطورات الجيوسياسية بالشرق الأوسط، وخصوصًا بعد التوصل إلى هدنة مؤقتة بين إيران وإسرائيل.

تحركات أسعار النفط وارتفاعات ملحوظة

أسعار النفط سجلت اليوم ارتفاعًا طفيفًا يعكس استمرارية تعافي الأسواق، فقد صعدت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 15 سنتًا، ما يمثل زيادة بنسبة 0.2%، ليصل سعر البرميل إلى 67.83 دولارًا، كذلك شهد خام غرب تكساس الأمريكي الوسيط ارتفاعًا قدره 20 سنتًا، أو ما يعادل نموًا بنسبة 0.3% ليبلغ 65.12 دولارًا للبرميل. هذا الأداء القوي يأتي استكمالًا لمكاسب خامي برنت وغرب تكساس المسجلة يوم الأربعاء، حيث حقق كلاهما قفزة تجاوزت 1% مدفوعين بمؤشرات تعزز الطلب القوي في السوق الأمريكية.

تحسن هذه الأسعار يعكس ثقة المستثمرين في مرحلة تعافٍ تدريجي بالأسواق العالمية بعد فترة تذبذب طويلة، واستمرار تحسن الطلب يعزز من آفاق الأسعار بشكل إيجابي، ولكن هناك شواهد تدعو للحذر في ظل حالة عدم يقين ناتجة عن التوترات الجيوسياسية المتأرجحة في المنطقة.

تراجع المخزونات الأمريكية وأثره على السوق

انخفاض المخزونات الأمريكية جاء ليكون دفعة إيجابية للأسعار، حيث كشفت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية عن تراجع مخزونات النفط الخام بمقدار 5.8 ملايين برميل خلال الأسبوع المنتهي في 20 يونيو، وجاء هذا التراجع أكبر بكثير من توقعات المحللين التي توقعت انخفاضًا بحجم 797 ألف برميل فقط. على صعيد آخر، تراجع مخزونات البنزين الأميركي بمقدار غير متوقع بلغ 2.1 مليون برميل، رغم توقعات بزيادة تقدر بـ381 ألف برميل. هذا النقص يعكس زيادة استهلاك البنزين نتيجة دخول موسم القيادة الصيفي، مما يعزز الطلب على الوقود محليًا ويرفع من حجم السحب على المخزونات.

يجدر التوقف هنا عند أثر هذه الأرقام التي تعكس حجم الطلب المتزايد على السلع البترولية، ليبقى السؤال قائمًا حول تأثير ذلك على قرارات المنتجين العالميين ومنظمة أوبك+ في الأسابيع المقبلة.

الضغوط الجيوسياسية وأوبك+ في دائرة الضوء

فيما يتعلق بعوامل السوق الجيوسياسية، أكدت الأوضاع المستجدة بين إيران وإسرائيل انحسار التوتر في الوقت الحاضر بعد هدنة غير واضحة المعالم، ومع ذلك، لا تزال الأنظار متجهة نحو تداعيات هذه التطورات السريعة وبقاء الأسواق في حالة من الترقب والحذر. من طرف آخر، صرّح اقتصاديون ومحللون بأن الطلب القوي على النفط يمكن أن يعزز من استمرار المكاسب، مدعومًا بسياسات الإنتاج العالمية.

تأتي هذه المستجدات في وقت يستعد فيه تحالف أوبك+ لاتخاذ قرارات محورية بشأن إنتاج النفط خلال الأشهر المقبلة، حيث صرّح مسؤولون روس بأن التحالف قد يدفع بزيادة الإنتاج بشكل أسرع من المخطط له مسبقًا، وهذا يتماشى مع توقعات ارتفاع الطلب العالمي في ظل النمو التدريجي للنشاط الاقتصادي.

• تحسين العرض والطلب يظل مرتبطًا بالسياسات الإنتاجية المستقبلية.
• توازن السوق يعتمد على استقرار المخزونات العالمية والإنتاج.
• الدعم الجيوسياسي للأطراف النفطية يساهم في استقرار نسبي للأسعار.
• استمرار القوة الشرائية والطلب الأمريكي يعززان أداء السوق.

موقف الولايات المتحدة وجهود الحوار السياسي

في غضون ذلك، أبرزت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رغبة إدارته في مواصلة سياسة “الضغط القصوى” على إيران، حيث تعهد بأن المفاوضات ستتضمن شروطًا لإلزام طهران بالتخلي عن برنامجها النووي، هذا بجانب إشارته إلى احتمالية تخفيف بعض العقوبات لدعم الاستقرار وفتح المجال لإعادة بناء الاقتصاد الإيراني. الإعلان عن إنهاء الحرب بين إيران وإسرائيل كان له تأثير مباشر في تهدئة الأسواق، حيث ساعد في الحد من المخاطر الجيوسياسية التي طالما أثرت على توقعات المستثمرين.

بالنظر إلى مجمل العوامل المذكورة، يظهر أن الأسواق البترولية تعيش حالة من التوازن الحذر، متأثرة بالطلب الأمريكي القوي وتقلبات السوق الداخلية والخارجية، وما زالت التحركات المقبلة على صعيد إنتاج وتحالف أوبك+ وكذلك توجهات الأطراف الجيوسياسية تلعب دورًا محوريًا في تحديد المسار المستقبلي للأسعار.