«استقرار ملحوظ» الذهب تحت مجهر الأسواق مع انتظار قرارات الفيدرالي الجديدة

استقرار الذهب بات محل متابعة واسعة في الأسواق العالمية، حيث يترقب المستثمرون مستجدات المشهد الجيوسياسي وخاصة ما إذا كانت الهدنة بين إسرائيل وإيران ستصمد دون تحول إلى صراع جديد، في حين تنتظر الأسواق أي مؤشرات من مجلس الاحتياطي الفيدرالي حول خططه لخفض أسعار الفائدة، مما قد يؤثر بشكل كبير على حركة المعدن النفيس وأسعاره.

أسعار الذهب بين الجغرافيا والسياسات الاقتصادية

أسعار السبائك استقرت صباح اليوم بالقرب من 3,335 دولاراً للأونصة، وذلك بعد إغلاق مستقر يوم الأربعاء، وتمثل عوامل الجغرافيا السياسية إلى جانب القرارات الاقتصادية الأميركية إحدى المحركات الأساسية لنشاط سوق الذهب، مع تأكيد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب على إمكانية حدوث اجتماعات قادمة بين مسؤولين من واشنطن وطهران، بعدما صرح بأن التوتر بين الطرفين قد هدأ نسبياً؛ لكنه لم يستبعد احتمالية تجدد القتال على المدى القريب.

هكذا تظهر تقاطعات السياسة والجغرافيا في التأثير على حركة الأسعار بتناغم كبير، كما أن تصريحات ترمب تفتح المجال أمام تكهنات بتطورات غير متوقعة قد تحرك شهية المستثمرين باتجاه الذهب كملاذ آمن.

قرارات الفيدرالي تحت المجهر

رغم أن الفيدرالي الأميركي يواجه تحديات كبيرة في تقدير تأثير السياسات الجمركية التي فرضتها الإدارة الأميركية مؤخراً، إلا أن رئيسه جيروم باول أكد أن التضخم المنخفض قد يدفع البنك المركزي نحو تسريع عملية خفض الفائدة، ويمثل هذا النوع من القرارات أهمية خاصة بالنسبة للذهب الذي يتحرك عادة عكس اتجاه الدولار، خاصة أن المعدن الأصفر لا يدر عوائد مالية أخرى مباشرة.

من جهة أخرى، تتحدث تقارير صحفية بأن ترمب لا يخفي استياءه من الفيدرالي وينوي استبدال رئيسه الحالي، مما يعقد المشهد الاقتصادي ويدفع المستثمرين لمراقبة التطورات عن كثب، في ظل احتمالية تغييرات جوهرية في السياسة النقدية خلال الأشهر المقبلة.

  • خفض الفائدة قد يُنعش شهية المستثمرين نحو الذهب
  • تصريحات جيروم باول تؤكد الحاجة لتقييم تأثير الرسوم الجمركية
  • سوق الذهب يتأثر أيضاً بتذبذب قيمة الدولار
  • زيادة التوترات التجارية تبقى عاملاً محتملاً لدفع الأسعار لمستويات جديدة

توقعات أسعار الذهب مستقبلاً

شهد الذهب منذ بداية العام الجاري ارتفاعاً تجاوز 25%، ولكن موجة الارتفاع الكبير تباطأت في الشهرين الأخيرين مع تراجع حدة التوترات التجارية وتردد المستثمرين عند مستويات الأسعار المرتفعة، ومع ذلك، فإن الطلب القوي من قبل البنوك المركزية وتوقعات خفض أسعار الفائدة ما زالا يشكلان دعماً كبيراً للأسعار.

حسب البيانات الأخيرة، سجل المعدن الأصفر زيادة طفيفة بنسبة 0.1% صباحاً، فيما تراجع مؤشر بلومبرغ الفوري للدولار بنسبة 0.2%، ورافقت هذه التحركات ارتفاع طفيف لكل من الفضة والبلاديوم والبلاتين. وفيما يلي مقارنة قصيرة حول العوامل المؤثرة على أسعار الذهب:

العوامل تأثيرها المتوقع
الهدنة الجيوسياسية استقرار مؤقت للأسعار
تخفيض الفائدة تحفيز الطلب على الذهب
قوة الدولار ضغط على أسعار الذهب

الذهب مستمر في كونه أداة استثمارية حيوية وسط تعقيدات المشهدين السياسي والاقتصادي، ويرجح أن تبقى تحركاته عرضة لتغيرات مفاجئة على هذه الأصعدة خلال الفترة المقبلة.