«أجواء خانقة» ارتفاع الرطوبة ودرجات الحرارة في مصر خلال الصيف يبدو غير معتاد

ارتفاع درجات الحرارة بات من الظواهر التي تشكل قلقًا متزايدًا خلال فصل الصيف في العديد من البلدان، حيث تلعب الظواهر الطبيعية والمؤثرات الجوية دورًا كبيرًا في تسجيل ارتفاعات ملحوظة في درجات الحرارة. أصدرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية شرحًا مفصلًا للأسباب التي تؤدي إلى هذه الظاهرة مع توضيح المناطق الأكثر تأثرًا بها وأهم العوامل المؤثرة على درجات الحرارة.

ارتباط ارتفاع درجات الحرارة بمنخفض الهند الموسمي

بحلول شهر يونيو من كل عام، يسيطر منخفض الهند الموسمي على مناطق واسعة من جنوب آسيا، حيث يساهم هذا المنخفض الحراري العملاق في ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير. يتوسع تأثير المنخفض ليشمل أجزاءً واسعة من شبه جزيرة العرب، وآسيا الصغرى، وشرق البحر المتوسط، ويمتد ليصل إلى مصر. يؤدي هذا الوضع إلى تشكل موجات حر شديدة تؤثر على الدول الواقعة ضمن نطاق هذا الامتداد؛ فتشهد هذه المناطق ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الحرارة خلال فصل الصيف. يمتلك تأثير منخفض الهند الموسمي قدرة على تحريك الكتل الهوائية الشديدة الحرارة من مناطق مثل العراق وسوريا، ما يؤثر بشكل مباشر على المناخ في شرق البحر المتوسط ومصر.

الرطوبة النسبية وتأثيرها على الإحساس بالحرارة

تؤكد الهيئة العامة للأرصاد الجوية أن مرور الرياح الساخنة فوق مياه البحر المتوسط يضيف عاملًا جديدًا يزيد من شدة الشعور بالحرارة في المناطق الشمالية من مصر. هذه العملية ترفع نسبة الرطوبة في الهواء، مما يعزز من الإحساس بالأجواء الحارة أكثر من الموجات الجافة التي تحدث خلال فصلي الربيع والخريف، حتى وإن لم تكن درجات الحرارة المسجلة مرتفعة بنفس الدرجة. هذا التأثير يظهر جليًا في المناطق الساحلية والشمالية للبلاد، حيث تسود موجات حر رطبة وغير مريحة مقارنة بالجو الجاف الذي يميز المناطق الصحراوية.

الطقس الجاف في صعيد مصر وتأثيره على ارتفاع درجات الحرارة

بالنسبة لمناطق صعيد مصر، توضح الهيئة أن هذه المناطق تعيش أجواءً جافة وطبيعية نسبيًا، بسبب الكتل الهوائية القادمة من شبه جزيرة العرب مباشرة دون المرور على مسطحات مائية. يعتبر هذا الجفاف عاملاً يساعد على تخفيف وطأة الحرارة، بالرغم من ارتفاع درجاتها، لأن الهواء الجاف لا يحمل الرطوبة التي تزيد من الإحساس بشدة الحر. تُسهم هذه الظاهرة، من وجهة نظر الأرصاد، في تقليل المعاناة من درجات الحرارة العالية مقارنة بالمناطق الشمالية التي يزيد فيها عامل الرطوبة.

  • منخفض الهند الموسمي يسبب موجات حر شديدة
  • الرطوبة النسبية في شمال مصر تزيد من شدة الإحساس بالحرارة
  • الطقس الجاف في صعيد مصر يخفف من وطأة الحر
  • دور البحر المتوسط في تعزيز تأثير الكتل الهوائية الساخنة
المنطقة نوع المناخ والتأثير
شمال مصر أجواء رطبة تزيد من الشعور بالحرارة
صعيد مصر طقس جاف مع حرارة ملحوظة
شرق البحر المتوسط كتل هوائية ساخنة مع تأثير البحر

تأتي هذه التفاصيل التي شاركتها الهيئة العامة للأرصاد الجوية لتوضيح مدى تأثير الظواهر الطبيعية والعوامل الجوية في تشكيل الأحوال المناخية، وكيف يختلف تأثير هذه الظواهر بين منطقة وأخرى بناءً على التضاريس الجغرافية والعوامل المحلية. الحفاظ على الوعي بهذه المعطيات يساعد على التعامل السليم مع موجات الحر.