«موجة خطيرة» القبة الحرارية تجتاح أوروبا وتحطم الأرقام القياسية للحرارة

اجتاحت قبة حرارية غير مسبوقة أوروبا بخطى حارقة، حيث شهدت فرنسا يومًا استثنائيًا في 25 يونيو 2025، مع تسجيل درجات حرارة غير اعتيادية تجاوزت عتبة 41.5 درجة مئوية في جبال البرانس الشرقية، ما يبرز التحولات المناخية السريعة التي تواجهها القارة، في ظاهرة تُعد مؤشرًا واضحًا على تفاقم ظواهر الاحتباس الحراري وتأثيراته طويلة الأمد.

قبة حرارية غير مسبوقة: فرنسا تسجل أرقامًا قياسية

تخطت القبة الحرارية غير المسبوقة في أوروبا الحدود المعتادة للحرارة، حيث سجّلت فرنسا 17 رقمًا قياسيًا جديدًا خلال شهر يونيو، وهو أمر لم يسبق رؤيته في مناطق لطالما عُرفت بمناخها المعتدل، ويؤكد خبراء الأرصاد أن هذه الارتفاعات ليست سوى بداية لسلسلة أيام لاهبة قادمة، فمن المتوقع استمرار تأثير القبة الحرارية حتى نهاية الأسبوع، الأمر الذي يضع المجتمع أمام تحديات جديدة في مواجهة موجات الحرارة الشديدة.
وتشير البيانات إلى أن هذه الظاهرة لم تعد حدثًا موسميًا عابرًا، إذ يتزايد تكرارها بشكل مقلق نتيجة ارتفاع الاحتباس الحراري الذي يعكس آثار النشاط البشري، ما أدى إلى تحوّل مناطق مثل غرب أوروبا إلى بؤر عرضة للصيف الحار بشكل متكرر خلال السنوات الأخيرة.

موجة حر إفريقية تضيف مزيدًا من الحرارة إلى أوروبا

ما يزيد المشهد تفاقمًا هو قدوم موجة حر جديدة من شمال إفريقيا، ما يجعل التأثيرات المترتبة على القبة الحرارية غير المسبوقة في أوروبا أكثر حدة، المنطقة الغربية من القارة الأوروبية، خصوصًا إسبانيا والبرتغال، ستتأثر بدرجات حرارة تصل إلى 40 درجة مئوية أو أكثر، كما أظهرت تقارير الأرصاد الجوية.
من الواضح أن البيئة الصحية ستتأثر بشكل كبير مع هذه الأجواء، حيث يؤثر ارتفاع الحرارة سلبًا على الفئات ذات المناعة الضعيفة كالأطفال وكبار السن، إضافة إلى حاجة الدول إلى استجابة سريعة لمواجهة التحديات التي تطرأ نتيجة عدم استعداد العديد من المناطق لتغيرات الطقس المتزايدة الخطورة.

• احتمال تضاعف موجات الحر المستقبلية في أوروبا
• تجاوز الحد الأقصى لاستيعاب النظام البيئي لهذه الظواهر
• تهديدات تطال الصحة العامة، خصوصًا الفئات الهشة
• ضرورة تبني سياسات بيئية مستدامة لإبطاء التأثير المناخي

تحذيرات مقلقة تتزامن مع تأثير القبة الحرارية

وسط الظروف اللاهبة التي سببتها القبة الحرارية غير المسبوقة في أوروبا، أطلقت السلطات الصحية تحذيرات واسعة النطاق، تشمل تعزيز الحذر بين السكان وتجنب التعرض المباشر للشمس خلال ساعات الذروة، مع التركيز على شرب السوائل الكافية وتفادي الإجهاد البدني المفرط، مثل الرياضات والنشاطات الشاقة، إضافة إلى توصيات للسياح الوافدين باتباع إجراءات وقائية لحماية أنفسهم من الخطر.
وتراهن الحكومات على استراتيجيات الوقاية المجتمعية، مثل زيادة مناطق الظل في المدن، وإصلاح أنظمة النقل العام بحيث تصبح أقل تأثيرًا على الحرارة، كل هذا يأتي في سياق محاولة التخفيف من وطأة التغيرات المناخية الحاصلة في المنطقة، ورغم ذلك تبقى الجهود بحاجة إلى تعاون دولي أكبر.

تُشكل التحولات الجوية في أوروبا مثالًا يتضح فيه تسارع التأثير المناخي عالميًا على نحو غير مسبوق، وإذا استمرت الأعمال الجارية دون تنفيذ خطوات انبعاثات كربونية أقل، فستواجه القارة مستقبلًا أكثر سخونة ومليئًا بالتحديات.