«فرصة استثمارية» ارتفاع الذهب مع انخفاض الدولار ماذا يعني ذلك الآن

ارتفعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ خلال تعاملات الأربعاء، وذلك بفضل تراجع مؤشر الدولار الأمريكي الذي شهد انخفاضًا بنسبة 0.19% ليستقر عند 97 نقطة، مما جعل المعدن النفيس أكثر جاذبية للمستثمرين في ظل انخفاض قيمة العملة الخضراء، يأتي هذا الارتفاع في ظل ترقب عالمي لبيانات اقتصادية محورية تصدر من الولايات المتحدة خلال الأسبوع الجاري.

أسعار الذهب تسجل ارتفاعًا مدعومًا بتراجع الدولار

شهدت أسعار العقود الآجلة للذهب تسليم شهر أغسطس ارتفاعًا بنسبة 0.27%، أي ما يعادل زيادة بقيمة 9.2 دولار، ليصل السعر النهائي للأوقية إلى مستوى 3343.10 دولار، ويأتي هذا الأداء الإيجابي تزامنًا مع انخفاض مؤشر الدولار، وهو المؤشر الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية، مما عزز من جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن أمام المستثمرين.
من الجدير بالذكر أن العلاقة بين الدولار والذهب عادةً ما تكون عكسية، إذ أن انخفاض الدولار يعزز من شراء الذهب بصفته أصلًا غير مرتبطًا بالعملة، وبالتالي يزيد الطلب عليه في الأسواق العالمية، بالإضافة إلى ذلك، تتأثر أسعار الذهب بشدة بتصريحات صناع السياسة النقدية في الولايات المتحدة والتي تؤثر على قرارات المستثمرين المستقبلية.

تصريحات رئيس الفيدرالي تزيد الغموض حول أسعار الفائدة

خلال شهادته أمام اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ، أشار رئيس الفيدرالي جيروم باول إلى أن البنك المركزي لن يتسرع في خفض أسعار الفائدة حاليًا، ويعزو ذلك لحالة عدم اليقين التي تسيطر على الأسواق بسبب التداعيات المحتملة للرسوم الجمركية، وأكد أن الالتزام بسياسة التشديد النقدي سيساهم في تقليل المخاطر الاقتصادية، إلا أن هذا الأمر قد لا يكون داعمًا لأسعار الذهب، إذ أن معدلات الفائدة المرتفعة تؤثر سلبًا على جاذبية المعدن الأصفر الذي لا يمنح عوائد لحامليه.
الاستراتيجية الراهنة التي يتبناها الفيدرالي الأمريكي وضعت الذهب في موقف تنافسي صعب مع الأصول الأخرى، ولكن رغم ذلك، يبقى قراره المرتقب بخصوص أسعار الفائدة محل أنظار المستثمرين باعتباره مؤشرًا مباشرًا لتحركات السوق القادمة.

عوامل جيوسياسية تساهم في الحد من مكاسب الذهب

على الرغم من الارتفاع الأخير في أسعار الذهب، إلا أن هناك عوامل أخرى حدّت من هذه المكاسب، أبرزها انتهاء التوترات الجيوسياسية بين إيران وإسرائيل بعد توصلهما إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، هذا الاتفاق تشرف الأسواق عليه عن كثب خشية انهياره، مما يضيف حالة من الحذر على قرارات الاستثمار المتعلقة بالذهب.
تعتمد أسواق الذهب بشكل كبير على الأحداث الجيوسياسية، إذ أن تصاعد الأزمات عادةً ما يحفز الطلب على الذهب كملاذ آمن، ومع ذلك، فإن عودة الاستقرار النسبي في المنطقة يمكن أن تؤدي إلى تراجع الاستثمارات في المعدن الأصفر لصالح الأصول ذات المخاطر المرتفعة.

فيما يلي بعض النقاط المهمة التي تؤثر حاليًا على أسعار الذهب:

• مستوى مؤشر الدولار وتأثيره على تكلفة شراء الذهب
• قرارات الفيدرالي بشأن الفائدة والرسائل التي يوجهها للمستثمرين
• التوترات الجيوسياسية ومستوى المخاطر الاقتصادية العالمية
• زيادة الطلب الاستثماري على الذهب كملاذ آمن في الأسواق النامية

تعتبر أسعار الذهب مسألة حساسة تتأثر بتقلبات الأسواق والسياسة النقدية، ومع المتابعة الحثيثة لهذه المتغيرات، يبقى المعدن النفيس محط اهتمام عالمي لكافة الفئات الاستثمارية.