«انخفاض جديد» مخزونات النفط الأمريكية تهبط للأسبوع الخامس على التوالي

5.8 مليون برميل.. انخفاض مخزونات النفط الأمريكية للأسبوع الخامس، يعد هذا الحدث مؤشراً هاماً للأسواق النفطية حيث أظهرت أحدث البيانات الرسمية الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تقلصاً واضحاً في مخزونات النفط الخام على مدى الأسبوع الماضي، هذا الانخفاض المستمر على مدار عدة أسابيع يعكس مدى تأثير قوى العرض والطلب على السوق ويزيد من توقعات المستثمرين بتوجه الأسعار نحو مسار صاعد.

تراجع مخزونات النفط الأمريكية يتجاوز التوقعات

أظهرت الإحصائيات المتعلقة بمخزونات النفط الأمريكي انخفاضاً قدره 5.8 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، بينما كانت توقعات المحللين تشير إلى تراجع محدود يبلغ نحو 1.2 مليون برميل فقط، يعكس هذا الفارق الواضح قوة الوضع الراهن في سوق النفط المحلي، خصوصاً بعد الأسبوع الذي شهد انخفاضاً قياسياً بلغ 11.5 مليون برميل، وتعد هذه البيانات إشارة إلى تضيق المعروض النفطي، الأمر الذي يدفع عجلة الأسعار نحو الصعود ويزيد من حالة التفاؤل لدى الأطراف المعنية بالسوق.

وفيما يتعلق بالأسباب المؤدية لهذا الانخفاض، يمكن إرجاعها إلى عدة عوامل تشمل ارتفاع الطلب على المنتجات النفطية محليًا، بالإضافة إلى تقلص الإنتاج بشكل مؤقت لدى بعض المصادر الكبرى، هذه العوامل مجتمعة تساعد في تعزيز النظرة المتوازنة بين العرض والطلب، ما يعزز من الاستقرار في السوق الذي تتطلع إليه الشركات والمستثمرون.

أسعار النفط عالميًا ومؤشرات النمو

شهدت الأسعار العالمية للنفط ارتفاعًا ملحوظاً خلال الساعات الأخيرة نتيجة للأحداث المرتبطة بالسوق الأمريكي، حيث ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 75 سنتًا بنسبة تعادل 1.1% لتصل إلى 67.89 دولار للبرميل، كما سجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي مكاسب وصلت إلى 71 سنتاً ما يعادل كذلك 1.1% ليبلغ 65.08 دولار للبرميل، ويأتي هذا الانتعاش عقب الخسائر التي تعرض لها السوق في وقت سابق.

ويُلاحظ أن سياسات بعض الدول العظمى تلعب دوراً محورياً في ضبط الأوضاع النفطية، فقد منح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الصين الضوء الأخضر للاستمرار في شراء النفط من إيران، على الرغم من العقوبات المطبقة سابقاً على طهران، مما يعني تخفيفًا للقيود المفروضة على الاقتصاد الإيراني، هذه الخطوة تأتي ضمن إطار سياسي يُهدف لتبريد الأزمات الإقليمية، بينما تصطدم ببعض الآراء داخل الإدارة الأمريكية التي ترى أهمية إبقاء العقوبات سارية.

استمرار التقلبات وسط التوترات الإقليمية

الأحداث الجيوسياسية في المنطقة الشرق أوسطية لها دور واضح في تحديد أسعار النفط واتجاهها، فقد شهدت أسواق الطاقة تغيرات واضحة نتيجة تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، ما زاد من تعقيد المعروض النفطي، وهو ما انعكس بعض الشئ على الأسعار مؤخرًا لتشهد انخفاضًا، وخلال يوم الثلاثاء السابق لامس خام برنت أدنى مستوياته منذ 10 يونيو، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط مستويات منخفضة مشابهة تعود لتاريخ 5 يونيو.

ورغم محاولة السوق للتعامل مع تلك الأوضاع، إلا أن خطوات التهدئة بين الخصمين الإقليميين ساهمت بتقليل درجة القلق بين المستهلكين الدوليين، حيث قدمت هذه التهدئة متنفساً طفيفاً للأسواق لكنها لم تمحُ تمامًا آثار التوترات المتبقية في نقاط الإنتاج الحيوية.

• تراجع مستمر للخام للأسبوع الخامس على التوالي
• غموض حول استدامة المعروض تزامنًا مع الأحداث السياسية
• ارتفاع أسعار النفط تعكس ثقة المستثمرين بالنمو المستقبلي
• دور السياسات الأمريكية في تخفيف القيود على صادرات إيران

كما يُتوقع مستقبلاً أن تواصل السوق مسيرتها المتقلبة وسط مراقبة المستثمرين الشديدة لبيانات الأسواق وحركة الطلب العالمي، مع الأخذ بعين الاعتبار المستجدات الجيوسياسية والسياسات المطبقة من المنتجين الكبار.