«صفقة ضخمة» حقوق البث تحفظ الفيفا أمام أوروبا وتكشف كواليس مفاوضات مثيرة

حقوق البث تُعد شريان الحياة الاقتصادي للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، إذ تمكنت هذه الحقوق من إبقاء أكبر مؤسسات كرة القدم العالمية على قمة الهرم في مواجهة النفوذ الأوروبي المتصاعد. فبدلاً من طرق الأبواب التقليدية لجني الإيرادات، تسير الفيفا بثبات نحو استراتيجيات مبتكرة لتعزيز حضورها المالي والترويج عالميًا لمباريات كرة القدم.

حقوق البث تُنقذ الفيفا من صراعات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم

ظهرت فكرة إقامة كأس العالم كل عامين كمقترح طموح من قبل الفيفا، حيث كان يستهدف تحقيق إيرادات تصل إلى 3.5 مليار دولار وتوزيعها على الاتحادات الأعضاء بهدف تطوير اللعبة عالميًا. لكن هذا المقترح قوبل بمعارضة لافتة من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) واتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم (كونميبول)، الأمر الذي اضطر الفيفا إلى تجميد الخطة بعد مواجهة انتقادات قاسية ومبررة. التراجع عن هذا المقترح أدخل الفيفا في وضع معقد لتوفير مصادر بديلة تدعم برامج تمويل كرة القدم وتحافظ على التوازن بين مصالح الفرق واللاعبين، وهو ما دفع الاتحاد إلى إعادة صياغة استراتيجياته المالية والتطويرية.

خطوة جريئة: توسيع كأس العالم للأندية بفضل حقوق البث

في خطوة محفوفة بالتحديات والآراء المتباينة، أعلن الفيفا عن توسعة بطولة كأس العالم للأندية لتشمل 32 فريقًا، في قرار اعتُبر نقلة نوعية لتحقيق عائدات اقتصادية ومواجهة المنافسة من المسابقات الأوروبية الشهيرة. ورغم توقع العديد من الانتقادات المتعلقة بعبء مباريات إضافي على اللاعبين وأسعار التذاكر وسلوك الجماهير، إلا أن حقوق البث أثبتت فعالية كبيرة كرافد اقتصادي قوي للفيفا. في ديسمبر 2024، أبرمت الفيفا صفقة تاريخية مع منصة «دازن» للبث بقيمة مليار دولار أمريكي، تضمنت بثًا مجانيًا عالميًا لجميع مباريات البطولة البالغ عددها 63 مباراة، مما عزز حضور الفيفا الرقمي وقدرته على التفاعل الجماهيري عبر «FIFA+».

توزيع الجوائز يُحقق عدالة عالمية للدول والفرق المشاركة

النظام المالي الجديد المرافق للبطولة يمنح الفرق فرص تحقيق أرباح كبيرة، حيث يحظى كل فريق بجوائز مالية تُقسم إلى جزئين: معيار الرياضة ومعيار المشاركة. تساعد هذه الآلية على دفع الفرق المتنافسة لتقديم أفضل أداء وصولاً إلى الأدوار النهائية؛ إذ يحصل الفائز النهائي على 125 مليون دولار أمريكي. وفيما يلي توضيح لدعم الفيفا للفرق المشاركة:

• فرق أوقيانوسيا: 3.5 مليون دولار أمريكي
• فرق إفريقيا وآسيا وشمال ووسط ومنطقة الكاريبي: 9.55 مليون دولار أمريكي
• فرق أمريكا الجنوبية: 15.21 مليون دولار أمريكي
• فرق أوروبا: بين 12.81 و38.19 مليون دولار أمريكي

التوزيع المنصف للجوائز والخطط المالية المدعومة بحقوق البث يعكس مدى أهمية هذه الحقوق كركيزة رئيسية لاستدامة اللعبة، خاصة مع تركيز الفيفا على تحقيق التكافؤ الفني بين الاتحادات كافة وضمان تطور كرة القدم عالميًا.