«ارتفاع قياسي» الجنيه الإسترليني يسجل أعلى قيمة منذ ثلاث سنوات فماذا ينتظره

يواصل الجنيه الإسترليني تحقيق أداء قوي في سوق العملات، مسجلًا أعلى مستوياته في أكثر من ثلاث سنوات، إذ تراجع قليلاً إلى 1.36 دولار بعد بلوغه ذروة غير مسبوقة منذ يناير 2022. بينما يستمر المستثمرون في تحليل أدائه، يشهد الجنيه ارتفاعًا أمام الدولار بنسبة 8.7% منذ بداية العام، رغم انخفاضه أمام اليورو بنسبة 2.9%.

ما أسباب قوة الجنيه الإسترليني الحالية؟

يشير الخبراء إلى أن السبب الأبرز وراء قوة الجنيه الإسترليني هو ضعف الدولار الأمريكي، فوفقًا لجانيت مووي، مديرة تحليل الأسواق بشركة RBC Brewin Dolphin، فإن الأداء الحالي للعملة البريطانية مدفوع بشكل رئيسي بظروف اقتصادية أمريكية متأثرة بسياسات متقلبة أثرت على الثقة في الأصول بالدولار. ضعف الدولار يُعزى كذلك إلى توجه الأسواق نحو التخلص من الدولار نتيجة قرارات السياسة التجارية للولايات المتحدة التي زادت من تقلب السوق.

لكن، رغم التفوق النسبي للجنيه الإسترليني، يُجمع محللون أن الأداء الظاهر لا يعكس قوة مستقلة للعملة البريطانية ذاتها، بل يتأثر بالظروف العالمية. وتشير البيانات إلى أن الأسواق عانت تأثيرات الميزانية المصغرة التي قدمتها ليز تراس العام الماضي، والتي أدت إلى مستويات متدنية تاريخية للجنيه.

ماذا عن توقعات استمرار صعود الجنيه الإسترليني؟

هناك انقسام واضح بين المحللين بشأن مستقبل الجنيه الإسترليني، حيث أبدى بول جاكسون من Invesco تفاؤله مستندًا إلى احتمالية استمرار ضعف الدولار مع تباطؤ الاقتصاد الأمريكي وتحسن أداء الاقتصاد في منطقة اليورو، خصوصًا في ظل قرارات البنك المركزي الأوروبي بشأن سياساته النقدية ومدى جاهزية الاقتصاد الألماني لتقديم حوافز مالية قوية.

لكن في المقابل، يعتقد محللون آخرون أن احتمالية رفع أسعار الفائدة من بنك إنجلترا تواجه تحديات كبرى بسبب تباطؤ الزخم الاقتصادي في المملكة المتحدة. كما أن المخاطر الجيوسياسية وإمكانية تقارب بريطاني أوروبي في العلاقات التجارية قد يوثر مستقبلًا على الجنيه. وفيما يخص الأداء الحالي، يرى البعض أن القفزات الأخيرة للعملة قد لا تستمر على المدى المتوسط.

السيناريوهات المتوقعة لسعر الجنيه الإسترليني

لتوضيح الفروق المحتملة في أسعار الجنيه مقابل الدولار واليورو وفقًا لرؤى المحللين، نستعرض بعض التوقعات الرئيسية:

المحلل التوقع للدولار التوقع لليورو
بول جاكسون 1.40 1.15
بريان مانغويرو 1.30 0.875

من جانب آخر، يحذر بريان مانغويرو من Barings من أن القوة الظاهرة للجنيه قد تكون مؤقتة، مُشيرًا إلى تباطؤ اقتصادي متوقع في المملكة المتحدة، إلى جانب احتمالات خفض الفائدة من بنك إنجلترا. كذلك، يعتقد أن الأسواق بالغت في تقييمها لضعف الدولار الأمريكي، متوقعًا أن تعافي الاقتصاد الأمريكي مستقبلًا سيدفع الدولار للعودة إلى قوته، ما سيؤثر سلبيًا على الجنيه الإسترليني.

  • التباطؤ الاقتصادي في المملكة المتحدة يؤثر على الأداء المستقبلي للجنيه
  • التقلبات المستمرة في الدولار الأمريكي تؤثر على الاتجاهات العالمية
  • الآفاق الإيجابية للجنيه تعتمد على تطورات العلاقات الأوروبية البريطانية
  • إجراءات سياسية داخلية وخارجية قد تكون الفيصل في تحديد اتجاه الجنيه على المدى الطويل

في الأسابيع المقبلة، سيلعب مزيج من التغيرات الاقتصادية والجيوسياسية دورًا حاسمًا في تشكيل مسار الجنيه الإسترليني، ويبقى المستثمرون في حالة ترقب لرؤية ما تحمله الأشهر المقبلة للعملة البريطانية.