«موجة حارة» بلجيكا تسجل ارتفاعًا قياسيًا في درجات الحرارة هذا الأسبوع

بلجيكا 24- تستعد بلجيكا لموجة حر شديدة، من المتوقع أن تكون الأكثر قسوة منذ عام 2019، وفقًا للتقارير المناخية الحديثة. تشير البيانات إلى احتمالية اقتراب الحرارة من حاجز الأربعين درجة مئوية في بعض المناطق، مع استمرار هذا الوضع لعدة أيام. هذه التغيرات المناخية تُعيد تسليط الضوء على تأثير الاحتباس الحراري وتداعياته المستمرة.

موجة حر في بلجيكا: التوقعات والحقائق

أفادت النماذج المناخية الأخيرة بأن بلجيكا ستدخل مرحلة استثنائية من درجات الحرارة المرتفعة تُعرف بـ”الغموض الحراري”، حيث يتوقع أن تتخطى درجات الحرارة حاجز 35 درجة مئوية، وقد تبلغ قيمًا تصل إلى 40 درجة في بعض المناطق. ووفقًا لعالم الأرصاد روبن ويتنز، فإن مثل هذه المستويات القصوى لم تُسجل في البلاد إلا نادرًا، وكان الرقم القياسي الأبرز هو 40.7 درجة المسجل في يوليو 2019 بمدينة “كلاين بروغيل”.

تتوقع معايير معهد الأرصاد الجوية الملكي (IRM) تصنيف هذه الظاهرة كموجة حر وطنية، حيث يتمثل هذا التصنيف في تسجيل الحرارة ما لا يقل عن 25 درجة لمدة خمسة أيام متتالية، مع تسجيل 30 درجة لثلاثة أيام على الأقل خلال نفس الفترة. هذا يشير إلى استمرار التأثير الكبير لهذه الموجة القادمة على السكان والمناخ المحلي بشكل عام.

الأثر المناخي على بلجيكا: التغيرات المستمرة

تعود هذه الموجة الحارة إلى كتلة هوائية ساخنة منشأها شمال إفريقيا بفعل إعصار مضاد متمركز في غرب أوروبا، مما ساهم في جذب الهواء الدافئ عبر دول حوض المتوسط قبل أن يصل إلى الأراضي البلجيكية. تزداد تلك الكتلة السخونة تدريجيًا أثناء مرورها، مما يفسر قوة التأثير المناخي الحالي داخل المناطق الداخلية والشرقية من البلاد.

لكن الملاحظ في هذا النسق المناخي الجديد ليس فقط شدة الحرارة بل تكرارها الملحوظ، حيث أصبحت مثل هذه الموجات واقعًا دوريًا في السنوات الأخيرة. هذا يثير التساؤلات حول قدرة الأنظمة الحضرية والصحية على التأقلم مع تغيّر المناخ المتسارع. فبينما كانت هذه الظواهر استثنائية فيما مضى، يجد السكان أنفسهم الآن في مواجهة نمط جديد تمامًا من الطقس.

ما يجب معرفته حول تأثيرات التغير المناخي

من المثير للقلق أن هذا الوضع أصبح أكثر اعتيادية بدلًا من أن يكون حدثًا استثنائيًا. يشير الخبراء إلى أن تزايد الكتل الهوائية الدافئة القادمة من الجنوب، نتيجة تعطُّل الأنظمة الجوية التقليدية، يعيد رسم الخريطة المناخية لأوروبا. وبينما يتوقع أن تنخفض درجات الحرارة قليلًا نهاية الأسبوع، فإن الموجة الجديدة قد تكرر نفسها في الأشهر المقبلة، كما حدث سابقًا في أعوام عديدة.

لتقليل تأثير الحرارة المتطرفة، ينصح بإجراءات تضمن سلامة الجميع:

• البقاء في أماكن باردة قدر الإمكان
• ترطيب الجسم بشكل مستمر وشرب السوائل
• تجنّب التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال ساعات الذروة
• ارتداء ملابس خفيفة تسمح بمرور الهواء

الواقع الجديد للمناخ في بلجيكا يعيد تسليط الضوء على التحديات البيئية التي تواجه العالم اليوم. بات التأقلم مع هذه التحوّلات أولوية قصوى لضمان استدامة المدن وسلامة السكان.