«كارثة على تيك توك» هل استخدام كتافاست يهدد بفشل كلوي خطير؟

هل سمعت من قبل عن تحديات مواقع التواصل الاجتماعي التي تثير الجدل وتشكل خطرًا على صحة الكثيرين؟ واحدة من هذه الظواهر هي تحديات كاتافاست التي اجتاحت تيك توك وغيره من المنصات، لكنها ليست مجرد “ترند” ممتع بل قد تكون بوابة لمشاكل صحية كبيرة حيث أصبح هذا الدواء محور الحديث، ليس فقط بسبب فعاليته كمُسكن، بل أيضًا بسبب التحذيرات الطبية المتعلقة باستخدامه العشوائي دون إشراف طبي.

لماذا يعتبر كاتافاست من مسببات الفشل الكلوي؟

كاتافاست، كبقية المسكنات التي تنتمي لفئة الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات، يُستخدم عادة لتخفيف الألم والالتهابات، ويبدو بريئًا في البداية لكن عند استخدامه دون ضوابط أو استشارة طبية يصبح خطيرًا جدًا حيث أشار الأطباء إلى أن تناوله بكثرة أو لفترات طويلة قد يؤدي إلى ضعف في وظائف الكلى يصل في بعض الحالات إلى الفشل الكلوي، وهذا الخطر يكون أكثر انتشارًا بين الفئات المعرضة مثل كبار السن ومرضى السكري وارتفاع ضغط الدم.

التركيز على الاستخدام غير الرشيد لهذه المسكنات هو نتيجة تقارير طبية توضح أن الممارسات الخاطئة قد تؤدي إلى إضرار مباشر بالكلى، مما يرفع معدل دخول المرضى إلى وحدات غسيل الكلى بسبب مضاعفات خطيرة كان يمكن تجنبها ببساطة من خلال استشارة الأطباء قبل تناول هذه الأدوية.

كيف تؤثر مسكنات الألم بشكل عام على الكلى؟

قد تتساءل ما الذي يجعل هذه الفئة من الأدوية ضارة للكلى؟ الإجابة تكمن في طبيعة تأثيرها حيث تعمل مسكنات الألم مثل كاتافاست على تقليل تدفق الدم إلى الكلى، مما يؤدي إلى تغيرات في وظائفها الطبيعية، وهذا قد يبدو تأثيرًا قصير المدى في البداية، لكنه يصبح تدريجيًا خطرًا مع مرور الوقت.

لكن الأضرار لا تتوقف عند الكلى فقط حيث يمكن أن تؤدي المسكنات أيضًا إلى مشكلات أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم واحتباس السوائل في الجسم، مما يضغط على القلب، كما تؤثر على الكبد في بعض الحالات، مع احتمالية الإصابة بقرح في المعدة أو نزيف معوي نتيجة استخدام غير مدروس أو الإفراط في الجرعات.

تحذيرات طبية من الاستخدام العشوائي لـ كاتافاست

حتى مع التحذيرات الطبية الكثيرة، يُلاحظ أن مقاطع الفيديو التي تعرض استخدام كاتافاست كحل سريع وسحري للألم تنتشر بشكل كبير، لكنها تحمل في طياتها تهديدًا كبيرًا للصحة حيث أكد الأطباء أن هذا النوع من الترويج يدفع الكثيرين لتجربة هذه الأدوية دون معرفة كافية، ما يعرضهم لمشكلات صحية خطيرة.

دعونا نلقي نظرة على ما يمكن أن يؤدي إليه هذا الاستخدام العشوائي:

• ضعف تدريجي في وظائف الكلى قد ينتهي بالفشل الكلوي.
• احتمالية عالية للإصابة بارتفاع خطير في ضغط الدم.
• زيادة مخاطر الإصابة بقرحة المعدة أو نزيف داخلي.
• مشكلات تتعلق بالكبد، مثل ارتفاع الإنزيمات أو حتى فشل الكبد.

النتيجة النهائية لكل هذا هي دخول آلاف المرضى إلى المستشفيات بحثًا عن علاج لمضاعفات كان من الممكن تفاديها لو تم توخي الحذر والابتعاد عن الممارسات الخطأ.

التوعية تلعب دورًا مهمًا في هذا الشأن حيث يدعو الأطباء إلى تكثيف حملات إعلامية تُبرز مخاطر الاستخدام غير المسؤول للمسكنات، خاصة تلك المروج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهذا يعود لانتشار “ترندات” مثل تحدي كاتافاست التي قد تبدو بريئة للوهلة الأولى، لكنها تحمل رسائل مظللة وخطرة.

لذلك، النصيحة الأولى والأهم هي عدم الاستهانة بمثل هذه الأدوية حتى إن كانت متوفرة بسهولة بالصيدليات، ففي النهاية الصحة ليست مجالًا للتجارب أو الانسياق وراء “ترندات” عابرة تحظى برواج مؤقت لكنها تترك أثرًا طويلًا على حياة الكثيرين.