«فرصة استثمار» ارتفاع أسعار النفط مع تقييم آثار هدنة إيران وإسرائيل

ارتفاع أسعار النفط وسط تقييم هدنة إيران وإسرائيل، جذب الأنظار نحو الأسواق العالمية مجددًا، حيث شهد المستثمرون تحركات متقلبة في أسعار النفط، واستمرت الشكوك بشأن المدى الذي يمكن أن تؤثر فيه هذه التطورات الجيوسياسية على الإمدادات العالمية، مع تراجع المخاوف بشأن تعطّل التصدير، تعكس الأسواق توقعات تتأرجح بين التفاؤل الحذر وتحليل المخاطر المستقبلية.

أسعار النفط اليوم وتأثير النزاع الإيراني-الإسرائيلي

صعدت أسعار النفط اليوم بتغير واضح في اتجاه التداولات، إذ ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 85 سنتًا أو بنسبة 1.3% لتسجل 67.99 دولارًا للبرميل، كما زادت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بواقع 87 سنتًا أو ما يعادل 1.4% لتصل إلى سعر 65.24 دولارًا، وجاء هذا الصعود الملحوظ بعد فترة شهدت انخفاضًا حادًا، حيث كان برنت قد أغلق عند أدنى مستوياته منذ 10 يونيو، والخام الأمريكي عند مستوى منخفض لم يسبق منذ 5 يونيو.

يُعتبر هذا الصعود انعكاسًا مباشرًا للتوترات التي زادت حدتها مع ضرب إسرائيل منشآت إيرانية عسكرية ونووية في منتصف يونيو، وعلى الرغم من الارتفاع الأولي الحاد، تباطأ هذا الزخم مع دخول هدنة مؤقتة بين الطرفين، وهو ما جعل الوضع الحالي أقرب إلى استقرار مؤقت بدلًا من تصعيد جديد.

تداعيات الهدنة وتأثير معروض النفط العالمي

أشار محللو جي بي مورجان إلى أن دخول هدنة بين إيران وإسرائيل أدى إلى تخفيف المخاوف المتعلقة بانقطاع التوريدات النفطية، مؤكدين أن تقييم السوق للظروف الجيوسياسية يظهر استمرار المعروض الكافي لتغذية الطلب العالمي. بالرجوع إلى أحداث الضربات الأمريكية التي أصابت منشآت نووية إيرانية، فإن تأثير هذه العمليات تمركز على تأجيل قدرات إيران دون القضاء عليها بالكامل وفقًا لتقارير استخباراتية أمريكية، مما يعزز فكرة استقرار المدى القصير للأسعار.

مع بدء سريان الهدنة، رفعت كل من إيران وإسرائيل أغلب قيودهما المفروضة سابقًا، مما أعاد حالة من التوازن النسبي في المنطقة، رغم استمرار الشكوك في مدى ديمومة هذا الاتفاق، فيما يرى خبراء اقتصاديون أن الإمدادات عبر الممر الحيوي، مضيق هرمز، ستظل مؤشرًا رئيسيًا للتحولات المستقبلية، خاصة مع المخاطر المتزايدة في حال انخرطت الولايات المتحدة بشكل أكبر عسكريًا.

تراجع مخزونات النفط ومخاوف الممرات البحرية

على الرغم من استمرار تقييم أسواق النفط للهدنة الهشة، تظل المخزونات النفطية موضوعًا رئيسيًا للمتابعة، وقد أظهرت بيانات معهد البترول الأمريكي تراجعًا في مخزونات الخام بمقدار 4.23 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 20 يونيو، مما يعكس استنزافًا أكثر من المتوقع للمخزون، الأمر الذي قد يوفر دعمًا إضافيًا للأسعار القصيرة المدى.

في الوقت نفسه، تبقى المخاطر المرتبطة بمضيق هرمز عاملًا غير مستبعد، فباعتباره معبرًا لما يتجاوز 18 مليون برميل يوميًا، يمثل المضيق أكثر من 20% من إجمالي الاستهلاك النفطي العالمي، وبالتالي فإن أي توتر جديد قد يؤثر على تدفقات الشحن النفطي، مما يعيد مسار الأسعار نحو الارتفاع.

• الهدنة تهدئ المخاوف لكنها لا تزيل المخاطر
• المعروض النفطي لا يزال في وضع يكفي لتلبية الطلب العالمي
• مضيق هرمز يحتفظ بأهميته كمعبر استراتيجي
• التوقعات قصيرة المدى تعاند إمكانية التصعيد الجيوسياسي

يبقى عالم النفط يسير على حبل مشدود، حيث تتأرجح الأسواق بين تأثير الأحداث السياسية وتحركات العرض والطلب المتذبذبة، مع استمرار الترقب السائد بشأن ما ستؤول إليه التطورات في المنطقة.