«انخفاض قياسي» أسعار الذهب تتراجع بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران

تراجعت أسعار الذهب بأكثر من 1% خلال تداولات الثلاثاء 24 يونيو/ حزيران؛ حيث شهد الذهب أدنى مستوى له منذ أكثر من أسبوعين. السبب وراء هذا التراجع يعود إلى إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، وهو ما قلل من الطلب على الذهب كأصل يُصنف ضمن الملاذات الآمنة للمستثمرين، مما انعكس على قيمته بالسوق الدولية.

تراجع أسعار الذهب بنسبة 1.4% وتأثير وقف إطلاق النار

هبطت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.4% لتصل إلى مستوى 3319.96 دولاراً للأونصة عند الساعة 17:46 بتوقيت غرينتش، بعدما انخفضت بأكثر من 2% في وقت سابق من الجلسة، لتسجل أدنى مستوياتها منذ 9 يونيو/ حزيران، وفي سياق متصل، انخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة 1.8% خلال التسوية إلى 3333.90 دولار، هذا الانخفاض الكبير يُعزى بشكل رئيسي إلى إعلان تهدئة الصراع بين إسرائيل وإيران الذي أضعف إقبال المستثمرين على الأصول الآمنة.

وفي تعليق على السوق، أوضح خبير استراتيجيات المعادن لدى شركة Zaner Metals، بيتر غرانت، أن تراجع التوترات في الشرق الأوسط دفع المستثمرين إلى الابتعاد عن الذهب والتوجه نحو أصول أكثر مخاطرة، ومع ذلك، يُعتقد أن مستويات الدعم الرئيسية للذهب ما زالت قوية، عند 3300 دولار ثم 3250 دولاراً.

أداء الأسواق الأخرى وسط انخفاض سعر الذهب

عانت الأسواق الأخرى تأثراً متبايناً بعدما أُعلن عن تهدئة الصراع، حيث شهدت الأسهم العالمية ارتفاعاً في قيمتها، بينما تراجعت قوة الدولار الأميركي، ورغم هذا، تجاهلت الأسواق تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بخصوص انتهاكات لوقف إطلاق النار، في الوقت ذاته أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ عمليات عسكرية جديدة ضد إيران بحجة إطلاق صواريخ، وهو ما نفته طهران تماماً، من هنا يُستدل أن حدة التوتر الجيوسياسي قد تظل عاملاً متغيراً يؤثر على الأسواق العالمية بصورة مفاجئة.

• صعود ملحوظ في الأسهم العالمية بعد إعلان التهدئة.
• هبوط في قيمة الدولار أمام العملات الرئيسية.
• صدور تصريحات متضاربة من الجيش الإسرائيلي وإيران حول التزام وقف إطلاق النار.

الذهب وسط توقعات خفض الفائدة وأداء المعادن الأخرى

يتزامن انخفاض أسعار الذهب مع توقعات متزايدة بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي قد يخفض معدلات الفائدة بواقع 50 نقطة أساس خلال عام 2023، ما يمنح الذهب ميزة التنافسية في ظل البيئة ذات الفائدة المنخفضة، لكن حتى مع هذه التوقعات، فإن هدوء الصراعات الجيوسياسية قد يبقي الذهب تحت المزيد من الضغوط، فحسب ما ذكر رئيس الفيدرالي جيروم باول، فإن القرار بشأن معدلات الفائدة يعتمد على تطورات التضخم ومدى تأثير الرسوم الجمركية المرتفعة.

أما المعادن الأخرى فجاء أداؤها متفاوتاً؛ إذ تراجعت أسعار الفضة في التعاملات الفورية بنسبة 0.8% لتصل إلى 35.83 دولاراً للأونصة، وهو أقل مستوياتها منذ الخامس من يونيو/ حزيران، في حين شهد البلاتين ارتفاعاً بنسبة 1.6% ليبلغ 1314.91 دولاراً، وتراجع البلاديوم بنسبة 1.5% ليصل إلى 1061.90 دولاراً.

يتواصل أداء الأسواق على إيقاع التغيرات الجيوسياسية والاقتصادية، مع بقاء الذهب عند مستويات حساسة، مدفوعاً بمزيج من تهدئة التوترات وضبابية توقعات السياسة النقدية.