«فوضى تنظيمية» كأس العالم للأندية في أميركا يثير الجدل بين الجماهير

كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة جاء مصحوبًا بموجة انتقادات بدأت منذ انطلاق النسخة الجديدة، حيث جرى وصف التنظيم بأنه عانى من العديد من مظاهر الخلل وسوء التخطيط، ما انعكس سلبًا على أداء الفرق وراحة الجماهير، وأثار تساؤلات عميقة حول استعداد الدولة لتولي أحداث رياضية ضخمة في المستقبل القريب.

كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة بين الآمال وسوء التنظيم

منذ بداية كأس العالم للأندية هذا العام، واجه التنظيم سلسلة من الأزمات التي ألقت بظلالها على البطولة، ولعل أبرز هذه الأزمات كانت جدولة المباريات بشكل مثير للجدل، حيث اضطرت الفرق للسفر لمسافات طويلة بين مدن أميركية متباعدة جغرافيًا، مما تسبب في إجهاد غير مسبوق للاعبين، وذلك بسبب تباين خطوط السير وصعوبة التنقلات، كما أن هذه التنقلات المكثفة أثرت بشكل واضح على الخطط الفنية وأداء الأندية على أرض الملعب، ليصبح همّ الفرق الأساسي هو التكيف مع هذه الصعوبات اللوجستية.

الجماهير ومعاناة لا تنتهي بسبب التنظيم

إذا كانت الأندية قد واجهت عقبات، فإن الجماهير لم تكن أفضل حالاً، فقد عانى المشجعون من عدة أزمات كان أبرزها غياب التنسيق الجيد للمواصلات داخل الولايات المتحدة، مما جعل التنقل بين المدن المستضيفة للمباريات تحديًا مرهقًا ومكلفًا، كما تسببت الفوارق الزمنية والمناخية بين المدن مثل حرارة ميامي وبرودة شيكاغو في زيادة مستوى المشقة التي عاشها المشجعون، ولم يكن سوء تخطيط الملاعب وتحديد المواعيد العامل الوحيد الذي أضر بتجربة الجماهير، بل هناك قضية ارتفاع تكاليف الإقامة والتذاكر، حيث وجد عديد من المشجعين أنفسهم غير قادرين على حضور أكثر من مباراة واحدة بسبب الضغط المالي.

• ارتفاع تكاليف النقل والإقامة بين المدن المستضيفة
• التباين الكبير في درجات الحرارة والمناخ بين الولايات
• فقر التنسيق بشأن المواصلات العامة للملاعب
• عدم توافر خيارات اقتصادية لجماهير الفرق الزائرة

دروس مستفادة قبل كأس العالم 2026

في ظل هذا السياق، برزت أسئلة جدية حول استعداد الولايات المتحدة لاستضافة كأس العالم 2026، حيث تواجه تحديات تنظيمية لوجستية قد تعيد التفكير في خطط الهيئة المنظمة مع ضرورة مراجعة الأمور التالية: تقديم جدولة أكثر مرونة للمباريات تضمن راحة اللاعبين، وتحسين البنية التحتية للنقل لكي تتيح سهولة التنقل للجماهير بأسعار ميسرة، بالإضافة إلى تقديم حزم سفر متكاملة تشمل خيارات إقامة واقتصادية مناسبة للجماهير الراغبة في حضور أغلب المباريات.

المشهد الحالي يسلط الضوء على ضرورة أن تكون الأحداث الرياضية الكبرى منصة لخدمة الجماهير والفرق، إذ لا تكفي الملاعب الفخمة وحدها لجعل البطولة ناجحة، بل إن التركيز على ضمان تجربة مثالية لجميع الأطراف من لاعبين ومشجعين هو العامل الحاسم لنيل إشادة الجميع.