صدمة في الأسواق.. انهيار تاريخي لأسعار النفط هو الأكبر منذ ثلاث سنوات

شهدت أسعار النفط العالمية انخفاضًا حادًا غير مسبوق مساء الاثنين، حيث سجل خام برنت أكبر تراجع له منذ أغسطس 2022، في ظل موجة بيع قوية اجتاحت الأسواق عقب تطورات سياسية وعسكرية في الشرق الأوسط، وقد جاء هذا التراجع الكبير رغم الارتفاع الذي شهدته أسعار النفط ليلة الأحد نتيجة التوترات الإقليمية المتصاعدة آنذاك

أسعار النفط تتكبد أكبر خسارة منذ سنوات

أفادت تقارير من وكالة رويترز بأن العقود الآجلة لخام برنت أغلقت جلسة يوم الاثنين على انخفاض حاد يُعد الأكبر منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، وهو ما عكس قلق الأسواق من تزايد المخاطر الجيوسياسية؛ وتحديدًا تلك المتعلقة بإيران واحتمالات استهدافها للبنية التحتية النفطية في المنطقة، وكانت أسعار النفط قد بدأت الجلسة على ارتفاع مدفوع بالمخاوف من تصعيد عسكري، لكنها ما لبثت أن تحولت إلى تراجع حاد بفعل موجة بيع مكثفة

وفي السياق ذاته، أشار محللون إلى أن هذا التغير المفاجئ في اتجاه الأسعار يُظهر هشاشة الثقة في الأسواق، ويعكس مدى تأثر أسعار النفط بالأحداث الأمنية والعسكرية في المناطق الغنية بالطاقة، وهو ما يؤكد مجددًا على العلاقة الوثيقة بين الجغرافيا السياسية والتقلبات النفطية

العوامل المباشرة وراء تراجع أسعار النفط

كان للأنباء المتعلقة باعتراض صواريخ إيرانية أطلقت باتجاه قاعدة العديد الأمريكية في قطر تأثير مباشر على معنويات المستثمرين، حيث تراجعت المخاوف من تصعيد عسكري شامل، مما دفع المتعاملين إلى بيع العقود النفطية والتخلي عن المكاسب التي حققتها الأسعار في بداية الأسبوع

• انخفاض حدة التوتر العسكري بعد اعتراض الصواريخ
• تحول مفاجئ في معنويات المستثمرين تجاه مخاطر الإمدادات
• تأثير نفسي مباشر للأسواق بعد الذروة السعرية المؤقتة

وسجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي انخفاضًا بنسبة 7.25% ليغلق عند 68.51 دولارًا للبرميل، في حين كانت ذروة الأسعار ليلة الأحد قد بلغت 78.40 دولارًا، مما يعني تراجعًا بنحو 10 دولارات خلال أقل من 24 ساعة، وهو ما يؤكد أن أسعار النفط تبقى شديدة التأثر بالتطورات الأمنية، وخاصة في الشرق الأوسط

التوقعات المستقبلية لأسعار النفط في ظل التوترات

مع استمرار التوترات الإقليمية، تبقى أسعار النفط تحت ضغط من الاحتمالات المتضاربة بشأن استمرار أو تراجع التصعيد العسكري، وإذا ما هدأت الأوضاع خلال الأيام القادمة، قد تشهد الأسعار بعض الاستقرار، أما في حال تجددت الهجمات أو التصعيد، فإن الأسواق ستعيد تقييم المخاطر بشكل سريع وقد ترتفع أسعار النفط مجددًا

1. رصد مستمر للتطورات بين إيران والولايات المتحدة
2. تحليل المؤشرات الفنية للعقود الآجلة للنفط
3. متابعة تحركات أوبك ورد فعلها تجاه تقلبات السوق

وفي ظل كل هذه المستجدات، تبقى الكلمة المفتاحية “أسعار النفط” محط اهتمام عالمي، سواء من قبل المستثمرين أو الحكومات أو المستهلكين، حيث تؤثر بشكل مباشر على تكلفة الطاقة، وتنعكس على اقتصادات الدول، وهو ما يعزز أهمية متابعة حركة الأسعار وتحليل أسباب تحركها بدقة

ختامًا؛ فإن التراجع الحاد في أسعار النفط الذي شهده يوم الاثنين يعكس مدى حساسية السوق تجاه التطورات الإقليمية، ويؤكد أن أسعار النفط ستبقى متقلبة في ظل عدم وضوح الأوضاع الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط