«فرصة ذهبية» الذهب يتراجع لأدنى مستوياته في أسبوعين ما السر وراء ذلك

تراجع سعر صرف الذهب مقابل الدولار الأمريكي خلال تعاملات اليوم الثلاثاء 24 يونيو/حزيران في التداولات الأوروبية، حيث سجل مستوى 3325 دولار أمريكي للأونصة، وهو الأدنى في أسبوعين، تحت تأثير حالة عدم الاستقرار السياسي في الشرق الأوسط وتجدد التوترات بين إيران وإسرائيل بعد التوصل إلى هدنة أولية؛ إذ تزايدت الاتهامات المتبادلة بين الطرفين بإشعال الأوضاع من جديد، مما أثر على الأسواق وفقدان استقرار الذهب كملاذ استثماري آمن.

أسباب تراجع سعر صرف الذهب مقابل الدولار وتأثير التوترات الجيوسياسية

شهدت أسعار الذهب ضغوطًا هبوطية نتيجة التصعيد الأخير في المنطقة، بعد اتهامات متبادلة بين الجانبين الإيراني والإسرائيلي بشأن انتهاك الاتفاق بوقف إطلاق النار، ما زاد من التقلبات في سوق الذهب والأسهم، إذ فقد المعدن النفيس زخمه الإيجابي بعد الأداء القوي الذي حققه في إبريل الماضي، لتظل الأسواق حذرة وسط المتغيرات السياسية والاقتصادية، مع استمرار حالة عدم الاستقرار الإقليمي في التأثير على شهية المستثمرين للاحتفاظ بالذهب كخيار آمن.

التوترات لم تكن العامل الوحيد الذي أثر على أسعار الذهب، إذ ساهمت أيضًا توقعات الاجتماع القادم للفيدرالي الأمريكي في تعزيز هذه التراجعات، حيث أشارت بعض التصريحات إلى اتجاه نحو خفض محتمل لأسعار الفائدة، الأمر الذي يزيد من الضغط على أسعار المعدن النفيس نتيجة انخفاض تكلفة الفرصة البديلة للاستثمار فيه مقارنة بالأصول الأخرى.

تحليل الذهب اليوم: النظرة الفنية تُظهر استمرارًا داخل القناة الصاعدة

وفقًا للتحليل الفني لسعر صرف الذهب مقابل الدولار (XAU/USD)، يواصل السعر حركته داخل قناة صاعدة ممتدة منذ نهاية العام الماضي، حيث ارتد من مستويات دعم قوية قرب 3293 دولارًا للأونصة، إلا أن الزخم الصاعد لا يزال ضعيفًا، مع استمرار تداول السعر أدنى المتوسط المتحرك البسيط عند 3364 دولارًا، مما يعكس تحديًا أمام تحقيق أي مكاسب مستدامة خلال الفترات القادمة.

ويتداول مؤشر القوة النسبية (RSI) عند 36.16 نقطة حاليًا، مما يقارب منطقة التشبع البيعي، وهذا يعزز احتمالية ارتداد صاعد للسعر إذا ما استقرت الأسعار فوق مستويات الدعم الأساسي بين 3293 و3260 دولارًا، إلا أن كسر هذه المستويات قد ينذر بمزيد من التراجعات إلى مستويات دعم أعمق عند 3204 و3155 دولارًا للأونصة، في حين يدعم إعادة اكتساب الزخم الصعودي تجاوز منطقة المقاومة عند 3364 و3431 دولارًا، مما يفتح الباب لإعادة اختبار القمة السابقة عند 3495 دولارًا وربما استهداف الحد العلوي للقناة الصاعدة عند مستوى 3600 دولار أمريكي.

توقعات سعر صرف الذهب مقابل الدولار خلال الفترة القادمة

سوق الذهب يترقب الكثير من المعطيات المؤثرة خلال الفترة المقبلة، حيث إن استمرار التحركات داخل نطاق القناة السعرية الصاعدة يمنح الذهب فرصة للحفاظ على زخمه السعري الإيجابي، إلا أن هذا مشروط بتجنب أي كسر لمستويات الدعم الرئيسية، التي من شأنها دفع الأسعار إلى مستويات متدنية إضافية، كما أن مسار السياسة النقدية المستقبلية للفيدرالي الأمريكي سيظل عاملاً أساسيًا في تحديد معنويات السوق.

• متابعة الأخبار السياسية في منطقة الشرق الأوسط
• مرونة السوق المالي تجاه توقعات رفع أو خفض الفائدة
• رصد مستويات الدعم والمقاومة الفنية على الرسم البياني
• تحليل البيانات الاقتصادية المتعلقة بالتضخم والاستهلاك في الولايات المتحدة

تداولات الذهب في الفترة المقبلة تحمل الكثير من التقلبات، وهذا يتطلب الحذر الشديد من جانب المستثمرين عند اتخاذ قرارات الشراء أو البيع، مع ضرورة رصد أي مستجدات تؤثر على السوق بعناية.