«احذر» الشعور بالحر الزائد وعلامات أخرى قد تكشف إصابتك بمرض غير متوقع

قد يكون جسمك وسيلة لفهم الإنذارات الصحيّة التي يرسلها، وأحيانًا تظهر علامات بسيطة وغير متوقعة قد تُشير لمشكلة خفيّة مثل فرط نشاط الغدة الدرقية. زيادة الشعور بالحرارة حتى في بيئات باردة وحالة من التوتر المتكرر أو التغير في الوزن دون تفسير واضح قد تكون دلائل على اضطراب يتطلب الانتباه. من خلال هذا المقال، سنتعرف على عدة علامات قد تنبهك لهذه الحالة وتأخذ بيدك لاتخاذ الخطوة المناسبة للعلاج.

ما هو فرط نشاط الغدة الدرقية وما هي أبرز أعراضه؟

فرط نشاط الغدة الدرقية هو أحد الاضطرابات التي تحدث عندما تنتج الغدة الدرقية كمية مفرطة من هرموناتها، وهذه الهرمونات تلعب دورًا كبيرًا في تنظيم عمليات الأيض في الجسم. أولى العلامات التي تظهر هو فقدان الوزن بشكل غير مبرر، حتى لو كنت تتناول كميات كافية من الطعام، بجانب تسارع نبضات القلب الذي قد يُشعرك بعدم الراحة. كما أن عدم تحمّل الحرارة المرتبط بالتعرق الزائد يُعتبر مؤشرًا شائعًا، والذي يعقبه شعور بأنك دائمًا أكثر حرارة من الآخرين، حتى في الجو البارد.

هناك أيضًا مشاكل تخصّ الحركة والتركيز، البعض قد يُلاحظ رعشة في اليدين أو ضعفًا في العضلات يجعل إنجاز المهام اليومية أكثر صعوبة. أما من الناحية العاطفية، قد تظهر نوبات قلق غير مبررة ونوبات عصبية تسبب توترًا دائمًا. أما على الصعيد الهضمي، فإن الإسهال أو الحاجة المتكررة للتبرز قد تكون إشارات لا تُخطئ وضع هذه المشكلة تحت الضوء.

ما يجب أن تعرفه عن المضاعفات المحددة

بالنسبة لبعض الحالات، يرتبط فرط نشاط الغدة الدرقية بمرض يُسمى “جريفز”، وهو من أكثر الأسباب الشائعة لهذا الاضطراب. عدة علامات قد تُسيطر على المظهر الخارجي، مثل انتفاخ العينين بصورة ملحوظة، مع ظهور تضخّم في الجزء السفلي من الحلق نتيجة تورم الغدة الدرقية. هذه الأعراض تحتاج إلى تقييم دقيق لأنها قد تكون مصحوبة بحالة تتطلب علاجًا سريعًا لتفادي تدهور المريض.

إضافةً إلى ذلك، قد يشعر المريض بتورّم في الساقين أو اليدين أو تضخم في أطراف الأصابع، وهي إشارات نادرة ولكنها أساسية في مساعدة الأطباء لاستنتاج التشخيص الصحيح. النساء تحديدًا قد يُلاحظن تأثيرات على الدورة الشهرية مثل غيابها أو عدم انتظامها.

كيف يتم تأكيد التشخيص بطريقة مضمونة؟

على الرغم من وضوح بعض الأعراض، لا يمكن الاكتفاء بملاحظتها لتأكيد الإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية. هنا يأتي دور الفحوصات الطبية التي تساعد في تقديم صورة دقيقة عن الحالة. تشمل هذه الفحوصات قياس مستويات عدة هرمونات مثل TSH، T3، وT4 الحر باستخدام اختبارات الدم.

قد يلجأ الأطباء إلى طرق تشخيصية إضافية مثل فحص الأجسام المضادة المرتبطة بالغدة الدرقية (TRAb) أو استخدام السونار بالموجات فوق الصوتية لتقييم أي تورم أو تضخم داخل الغدة. في حالات معينة، قد يكون من الضروري أخذ عينة صغيرة من نسيج الغدة لتحليلها، وهنا يظهر دور الخزعة في تحديد السبب الدقيق لتلك الأعراض.

الإجراء الغرض
تحليل TSH وT3 وT4 قياس مستويات هرمونات الغدة الدرقية
فحص TRAb التأكد من وجود أجسام مضادة مرتبطة باضطرابات المناعة
تصوير بالموجات فوق الصوتية رؤية أي تضخم أو مشاكل في أنسجة الغدة
الخزعة تحليل نسيجي لتحديد السبب الدقيق

كيف تتعامل مع الأعراض اليومية لفرط نشاط الغدة الدرقية؟

إذا كنت تعاني من هذه الأعراض أو تعرف شخصًا تظهر عليه تلك العلامات، فهناك خطوات رئيسية عليك أن تضعها في اعتبارك حتى استشارة الطبيب ومنها:

  • حافظ على نظام غذائي صحي ومتوازن مع تقليل الكافيين لتجنب تفاقم خفقان القلب.
  • احرص على التحرك بهدوء وعدم الوقوف أو الجلوس لفترة طويلة لتجنب إجهاد العضلات.
  • سجل يومياتك الصحية، حيث يمكن أن تكون مفيدة للطبيب أثناء زيارتك.

يبقى الهدف الأساسي هو مراقبة الأعراض واستشارة طبيب متخصص لاتخاذ الإجراء المناسب. التعامل المبكر مع هذه الحالة يجعل من الممكن تجنب مضاعفات غير متوقعة والاستمتاع بحياة طبيعية مستقرّة.