«تراجع ملحوظ» أسعار النفط تهبط 3.2% بعد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل

أسعار النفط العالمي

أسعار النفط العالمي تخطف الأضواء عندما تهدأ الأصوات الحربية، فما إن تراجعت احتمالات التصعيد بين إيران وإسرائيل بعد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار، حتى التقطت الأسواق أنفاسها المتوترة، ومع رياح التهدئة التي هبت من الشرق الأوسط، شهدت الأسعار انخفاضًا ملحوظًا، مما يعكس حساسية الأسواق لأي تطورات سياسية قد تؤثر على العرض والطلب.

أسعار النفط العالمي اليوم

شهدت أسعار النفط العالمي اليوم أبرز انخفاض لها خلال أسبوعين، حيث هبط خام برنت بنسبة 3.2% إلى مستوى 69.19 دولارًا للبرميل، بينما سجّل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي انحدارًا بنسبة 3.24% وصولًا إلى 66.29 دولارًا للبرميل، ويأتي هذا التراجع عقب تصريحات تلقاها العالم بشأن اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، أعلنت عنه الولايات المتحدة بقيادة دونالد ترامب مساء الإثنين.

إسرائيل التي أكدت في بيان لرئيس وزرائها بنيامين نتنياهو أنها حققت أهدافها ضد “التهديد النووي والصاروخي الإيراني” قبل الموافقة على الهدنة، أضافت بتطبيق صيغة تدريجية لوقف النار خلال 24 ساعة، ومن المتوقع أنه في حال استمرار هذا الاتفاق دون عوائق، فإن الأسواق ستظل مستعدة لمزيد من التغيير الجوهري في أسعار النفط.

النفط يتراجع بأكثر من 3% عالميًا

التراجع الأخير في أسعار النفط على الصعيد الدولي يأتي في وقت حساس للاقتصاد العالمي، فمع تعافي السوق بعد قلق استمر لأسبوعين تقريبًا، جاء الاتفاق ليحد من علاوة المخاطر التي أضافتها التوترات الجيوسياسية، حيث سجل خام برنت تراجعًا قيمته 2.29 دولار؛ ما يعكس تحرر الأسواق من الضغط النفسي الذي أثقل كاهلها، وخسر خام غرب تكساس الوسيط 2.22 دولار.

هذا التحول في أسعار النفط لم يكن بمنأى عن تداعيات أخرى أبرزها المخاوف المتزايدة حول استقرار مضيق هرمز، وهو الشريان الأساسي لإمدادات النفط العالمية، والذي شهد قلقًا واسع النطاق مع تصاعد الأزمة الميدانية، لكن التطورات الأخيرة وتراجع احتمالات التصعيد عزز من ثقة المستثمرين بتوافر الإمدادات.

إليك ملخصًا حول مستويات خامات النفط قبل وبعد التهدئة:

عودة تدريجية لعالم أسعار النفط المستقر

استقرار أسواق النفط العالمي يعتمد بشدة على الاستمرار في التزام الأطراف المعنية، فقد أوضحت بريانكا ساشديفا، الخبيرة في الأسواق المالية، أن التهدئة الحالية تمهد الطريق لمرحلة جديدة من التحسن التدريجي، خصوصًا وأن إيران تُعد ثالث أكبر منتج للنفط داخل أوبك، لذا فإن تخفيف القيود منها سيمكن سوق النفط من استعادة التوازن على المدى القريب.

إذا نظرنا إلى تصريحات الخبراء، نجد إجماعًا على أن انخفاض الأسعار الأخير يتعزى لتقليص علاوة الخوف التي زادت مخاوف المستثمرين مؤخرًا، كما أن تحسّن العلاقات بين الأطراف المتنازعة قد يُوفر دفعة جديدة للنشاط التجاري والطاقة، مما يقلل من احتمالات تعقيد المشهد الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط مؤخرًا.

• وضوح الرؤية السياسية يسهم مباشرة في تخفيف الضغوط على أسواق الوقود
• زيادة صادرات إيران تُساعد في تحقيق التوازن بين العرض والطلب
• حالة الاستقرار أيضًا تدعم اقتصاديات الدول ذات الإنتاج الكبير
• انخفاض التوتر يعزز من فرص صعود الاستثمارات النفطية

هذا الأسبوع كان مليئًا بمفاجآت غير متوقعة لأسعار النفط العالمي، إذ تعكس الأسواق حساسية شديدة لأي تغييرات سياسية، ومع بدء الهدنة بعد توترات حادة، يبدو القطاع النفطي مستعدًا للمرور بفصل أكثر استقرارًا، بشرط التزام الأطراف بالشروط المتفق عليها والاستمرار في تطبيق الهدنة بشكل فعّال.