«انخفاض مفاجئ» أسعار الذهب عالمياً ومصرياً وسط ترقب المستثمرين

أسعار الذهب العالمية تشهد تراجعًا كبيرًا مع التحسن النسبي في الأسواق المالية، حيث سجلت انخفاضًا ملحوظًا لتصل إلى أدنى مستوياتها خلال أسبوعين، يأتي هذا التراجع بالتزامن مع دخول وقف إطلاق النار بين إيران والكيان الصهيوني حيز التنفيذ، مما أدى إلى تقليص المخاوف الجيوسياسية والبحث عن أصول محفوفة بالمخاطر بدلًا من الملاذ الآمن.

أسعار الذهب العالمية تهبط مع تحسن الأسواق

شهدت أسعار الذهب العالمية اليوم الثلاثاء انخفاضًا بلغ نحو 1.2%، مسجلة أدنى مستوياتها عند 3316 دولارًا للأونصة بعد أن استهلت التداول عند 3358 دولارًا، بحسب تقرير “جولد بيليون”، هذا التراجع أثار دهشة المتابعين، خاصة مع انتهاء تصعيد الأوضاع السياسية بين أطراف النزاع في الشرق الأوسط، وهو ما أضعف الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن، وأثر أيضًا على الأسواق الأخرى مثل النفط الذي تراجع بدوره بفعل انحسار المخاوف على الإمدادات النفطية.

وجاء الإعلان عن وقف إطلاق النار كمفاجأة للأسواق، حيث أكده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وطالب الطرفين باحترامه، القرار وجد صدىً إيجابيًا في أسواق الأسهم التي ارتفعت على حساب الذهب والنفط، وما زالت البورصات العالمية تظهر تحسنًا في شهية المخاطرة خلال تداولات اليوم.

تراجع الذهب وتأثير العوامل الجيوسياسية والاقتصادية

مع تهدئة التوترات بمنطقة الشرق الأوسط، بدأت عملية تسعير الذهب تفقد المكاسب التي حققتها في ظل الأزمة الجيوسياسية الأخيرة، ويظل المحللون يوجهون أنظارهم نحو شهادات رئيس الفيدرالي الأمريكي جيروم باول التي ترتقبها الأسواق، التصريحات المرتقبة قد تحدد الاتجاه القادم للسياسات النقدية، لا سيما بعد ضغوطات الرئيس الأمريكي بشأن الحاجة إلى خفض أسعار الفائدة، يُذكر أن انخفاض الدولار اليوم أمام العملات الرئيسية حد من خسائر الذهب بشكل طفيف نظرًا للعلاقة العكسية بينهما.

من جهة أخرى، أظهرت تقارير مجلس الذهب العالمي استمرار التدفقات النقدية القوية لصناديق الاستثمار المدعومة بالذهب للأسبوع الخامس على التوالي، حيث سجلت هذه الصناديق 15.8 طن من الذهب بصافي تدفق إيجابي، وتركزت التدفقت القادمة بوجه أساسي في صناديق السوق الأمريكية.

تأثير الأسعار العالمية على الذهب المحلي في مصر

كان لانخفاض الأسعار العالمية تأثير مباشر على السوق المحلي للذهب في مصر، حيث شهد الذهب المحلي عيار 21 الأكثر تداولًا تراجعًا ملحوظًا إلى 4715 جنيهًا للجرام مقارنة بأسعار الأمس التي سجلت 4810 جنيه للجرام، ومع استمرار انخفاض الدولار مقابل الجنيه، بدا تأثير العملة واضحًا على ضعف تسعير الذهب المحلي الذي خسر أكثر من 105 جنيه في بداية اليوم.

ويأتي هذا الانخفاض بالتزامن مع ارتفاع جماعي لمؤشرات البورصة المصرية بنسبة 2%، مما قلّل من حركة الاستثمار في الذهب بصفةٍ عامة، اُعتبرت هذه التحركات بمثابة دعم غير مباشر للأسواق بعيدًا عن الأصول الآمنة مثل الذهب.

• ارتفاع الأسهم العالمية أدى إلى تراجع أصول الملاذ الآمن.
• انخفاض سعر صرف الدولار ساعد في تقليل خسائر الذهب نسبيًا.
• استمرار تدفق الاستثمارات المدعومة بالذهب يعكس ثقة محدودة في الأوضاع القادمة.
• تهدئة الأوضاع الجيوسياسية قلصت الطلب على الذهب عالميًا ومحليًا.

المراقبون يشيرون إلى استمرار التقلب في الأسعار مع ترقب المستثمرين لتحرك الأسواق المالية، بين تعزيز شهية المخاطرة ومتابعة الاتجاه العام لسياسات الفيدرالي الأمريكي، وبينما تتقلص أزمة التوترات الجيوسياسية، يتوقع أن يبقى الذهب تحت الضغط خلال الفترة القادمة.