«انخفاض مفاجئ» الدولار أمام الجنيه يعزز الآمال بتحسن الاقتصاد المصري

الدولار يتراجع أمام الجنيه بأكثر من 80 قرشًا خلال تعاملات اليوم

شهدت أسعار الدولار الأمريكي تراجعًا ملحوظًا أمام الجنيه المصري في تعاملات اليوم، حيث انخفض في بعض البنوك إلى مستويات تقل عن حاجز الـ50 جنيهًا للمرة الأولى منذ أسابيع، هذا التراجع الكبير تراوح بين 11 و80 قرشًا حسب كل بنك، مما يعزز الآمال في تحسن قيمة العملة المحلية مدفوعًا بعوامل اقتصادية داخلية وظروف أسواق المال العالمية.

الدولار يتراجع أمام الجنيه: تفاصيل انخفاض الأسعار في البنوك

شهد البنك الأهلي المصري واحدًا من أعلى معدلات التراجع لقيمة الدولار الأمريكي اليوم، حيث انخفض بنحو 68 قرشًا ليصل إلى 49.95 جنيه للشراء و50.05 جنيه للبيع بعد أن كان 50.63 جنيه و50.73 جنيه على التوالي، في بنك مصر تراجعت قيمة الدولار بنحو 58 قرشًا، مسجلًا 50.05 جنيه للشراء و50.15 جنيه للبيع، وفي بنك كريدي أجريكول تم تسجيل انخفاض بنحو 63 قرشًا ليسجل 50.00 جنيه للشراء و50.10 جنيه للبيع، مما يشير لتحسن مؤقت في الجنيه المصري مقابل الدولار.

أما بنك البركة فقد شهد انخفاضًا مماثلًا بقيمة 68 قرشًا مسجلًا سعر 49.95 جنيه للشراء و50.05 جنيه للبيع، بينما كان التراجع الأبرز في بنك قناة السويس والذي انخفضت فيه قيمة الدولار بقيمة 80 قرشًا لتصل إلى 49.95 جنيه للشراء و50.05 جنيه للبيع، في المقابل، سجل مصرف أبوظبي الإسلامي أقل تراجع بقيمة 11 قرشًا ليبلغ 50.66 جنيه للشراء و50.75 جنيه للبيع، فيما ظل السعر ثابتًا في البنك التجاري الدولي عند مستوى 50.63 جنيه و50.73 جنيه.

ما وراء التراجع: الأسباب والعوامل الاقتصادية لتحسن الجنيه

تراجع قيمة الدولار أمام الجنيه يُعزى إلى عدة عوامل، حيث أوضح فخري الفقي، رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، أن السياسة النقدية للبنك المركزي التي تعتمد على مرونة سعر الصرف لعبت دورًا رئيسيًا، كما أن تصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة بين إيران وإسرائيل أعقبه وقف إطلاق النار، ما أثر على الأسواق المالية، كذلك، زيادة المعروض من العملات الأجنبية كان له تأثير واضح، والذي عززته تحويلات المصريين العاملين بالخارج التي شهدت ارتفاعًا بنسبة 77.1% لتصل إلى 29.4 مليار دولار خلال عشرة أشهر فقط مقارنة بـ16.6 مليار دولار في الفترة المماثلة من العام الماضي.

إضافة لذلك، أشار الفقي إلى أن تدفق الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة في أدوات الدين المحلي، وتحسن عائدات السياحة والصادرات، تعكس انتعاشًا ملحوظًا في الاقتصادات الداخلية، أدى هذا أيضًا لتحسن ثقة المستثمرين والمؤسسات في السوق المصري مع استقرار معدلات الصرف، وهو ما دفع عددًا من الأفراد للتخلي عن حيازة الدولار في الفترة الأخيرة

• زيادة المعروض من العملة الأجنبية في البنوك
• ارتفاع تحويلات المصريين بالخارج
• تدفق الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة
• انتعاش قطاع السياحة وتحسن الصادرات
• الثقة المتزايدة في الاستقرار الاقتصادي

تأثير التغييرات على السياسة النقدية وسوق الصرف

أصبح واضحًا أن البنك المركزي المصري استفاد من هذه التطورات لتحقيق استقرار نسبى في سوق الصرف وامتصاص الضغوط التضخمية، مما يشير إلى احتمال اتخاذ خطوات جديدة في الاجتماعات المقبلة للجنة السياسة النقدية، بما في ذلك خفض أسعار الفائدة، هذه التطورات من شأنها أن تعيد تشكيل المشهد المالي محليًا، وترسل رسائل إيجابية للمستثمرين بأن الاقتصاد المصري يسير في الاتجاه الصحيح.

يمثل التراجع الأخير في سعر الدولار أمام الجنيه المصري خطوة مشجعة لرفع التوقعات الإيجابية حول أداء العملة المحلية، وتأكيدًا على تحسن السياسات الاقتصادية بمصر.