«تراجع مفاجئ» الدولار ينخفض بعد وقف النار بين إسرائيل وإيران وتأثير النفط

تراجع الدولار الأمريكي

تراجع الدولار الأمريكي ظهر كأحد أبرز المعطيات الاقتصادية يوم الثلاثاء بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، هذا الإعلان أسهم في خلق موجة من التفاؤل تجاه المخاطر، مما أدى إلى انخفاض ملحوظ في أسعار النفط، وهو ما انعكس بشكل واضح على الأسواق المالية وحركة العملات العالمية.

تراجع الدولار الأمريكي إثر تهدئة الصراع

بعد 12 يومًا من الصراعات والاضطرابات، جاء إعلان وقف إطلاق النار ليبشر بإنهاء أزمة إنسانية واسعة النطاق، حيث أدى الصراع إلى نزوح أعداد كبيرة من سكان طهران ومخاوف من اشتعال صراعات أكبر في المنطقة، وقد نجحت الجهود الدبلوماسية الأمريكية في تحقيق هذا الاتفاق، الذي أعلنت إسرائيل موافقتها عليه، مؤكدة أنها حققت أهدافها الاستراتيجية في إضعاف التهديدات النووية والصاروخية الإيرانية.

هذا الاتفاق أسهم بشكل كبير في تهدئة الأسواق، إذ ينظر المستثمرون عادة إلى الأزمات الجيوسياسية باعتبارها عوامل تضغط على الأسواق العالمية، وبتخفيف حدتها، انخفضت أسعار النفط بشكل حاد مما دفع الدولار الأمريكي للتراجع أمام المنافسين.

كيف استفادت العملات الأخرى من تراجع الدولار الأمريكي؟

إن انخفاض أسعار النفط كان له تأثير مباشر على عدة عملات مثل الين الياباني واليورو الأوروبي، حيث تعتمد اليابان ودول الاتحاد الأوروبي بشكل كبير على واردات الطاقة، وهذا الأمر عزز مكانة عملاتهم في الأسواق. وقد حقق الين مكاسب بنسبة 0.75% مقابل الدولار ليصل إلى 145.03 ين، كما ارتفع اليورو بنسبة 0.27% مسجلًا 1.1609 دولار، وهو مستوى قريب من أعلى قيمة له منذ عام 2021.

وفي الجانب الآخر، كان لتصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أثر إضافي على الضغط الذي يواجهه الدولار، إذ أشارت ميشيل بومان إلى إمكانية خفض الفائدة في المستقبل القريب، فيما أدلى كريستوفر والر بتصريحات مماثلة حول ضعف البيانات الاقتصادية المنتظرة في فصل الصيف وما قد تحمله من إشارات لخفض الفائدة في سبتمبر.

  • تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.14% مقابل سلة العملات ليصل إلى 98.09.
  • ارتفاع الدولار الأسترالي بنسبة 0.7% إلى 0.6506 دولار.
  • قفزة بنسبة 1.5% للشيكل الإسرائيلي أمام الدولار، وهي الأقوى منذ فبراير 2023.

يوضح الجدول التالي حركة العملات أمام الدولار الأمريكي:

العملة التغيير أمام الدولار
الين الياباني +0.75%
اليورو الأوروبي +0.27%
الدولار الأسترالي +0.7%
الدولار النيوزيلندي +0.75%

عوامل هيكلية تؤثر على الدولار الأمريكي

الدولار الأمريكي يعاني من ضغوط تراكمية نتيجة مجموعة من العوامل الهيكلية، أحدها يتعلق بسياسات الرسوم الجمركية المفروضة من الإدارة الأمريكية، والتي قد تؤدي إلى تراجع جاذبية الأصول الأمريكية مقارنة بنظيراتها الأجنبية، فبالرغم من كون الدولار العملة الاحتياطية الأولى عالميًا، إلا أن هذا الوضع قد يتعرض للاهتزاز إذا استمرت السياسات الأمريكية بالابتعاد عن معايير تعزيز الثقة.

وكان هنالك تأثير واضح لخطط الإنفاق الحكومية، التي تتطلب استقطاب رؤوس أموال أجنبية لتمويلها، ومع ذلك فإن فرض زيادات ضريبية على هذه الأموال يشكل تحديًا كبيرًا، مما يدفع بالمستثمرين للتوجه نحو أسواق أقل ضغطًا وبعوائد أعلى.

أخيرًا، يمكن تفسير الحركات الأخيرة لتراجع الدولار الأمريكي على أنها جزء من تصحيح طويل الأمد لقيمته المبالغ فيها، وفقًا لمحللين اقتصاديين، مما قد يُعيد التوازن إلى الأسواق العملات العالمية ويفتح الباب للتعاملات الاقتصادية بشكل أكثر تنافسية.