احذر من تناول عصير البرتقال في الطقس الحار هل هو انتعاش وهمي

مع تصاعد درجات الحرارة خلال أشهر الصيف، يتطلع الكثيرون إلى طرق لتخفيف حدة الشعور بالحرارة، ولعل عصير البرتقال البارد يبدو خياراً مثالياً بالنسبة للكثيرين، ومع ذلك، هناك خطورة تناول عصير البرتقال في الطقس الحار قد لا يُدركها كثيرون، حيث يمكن أن يصبح الانتعاش المأمول مجرد وهم قد يتسبب في مشاكل صحية غير مرغوب فيها.

لماذا يُعتبر تناول عصير البرتقال في الطقس الحار خطيراً؟

رغم أن البرتقال يُعتبر من الفواكه الغنية بالعناصر الغذائية كفيتامين سي والمضادات الطبيعية للأكسدة، إلا أن تناوله على شكل عصير في درجات الحرارة العالية يحمل مخاطر خفية، فهذا العصير يحتوي على نسبة مرتفعة من السكريات الطبيعية مثل الفركتوز، الأمر الذي يجعل الجسم يبذل مجهوداً إضافياً لهضم هذه السكريات، وبدلاً من الاحتفاظ بالسوائل، يقوم الجسم بفقدانها مما يزيد من مخاطر الجفاف، خاصة إذا تم استهلاكه بكميات كبيرة.

ومن المثير للقلق أن الجفاف الناتج عن سوء الترطيب قد يؤدي إلى مضاعفات تصل إلى الإصابة بضربات الحرارة أو مشاكل في وظائف الكلى، كما أن هذه المشكلة تؤثر بشكل أكبر على الفئات الأكثر عرضة مثل الأطفال، كبار السن، ومرضى الأمراض المزمنة، لتزداد بذلك خطورة تناول عصير البرتقال في الطقس الحار وتستدعي الحذر الشديد.

كيف تؤثر السكريات على الجسم خلال الحرارة؟

على عكس الماء، الذي يزوّد الجسم بالترطيب سريعاً، يستغرق عصير البرتقال وقتاً أطول للهضم، وهو ما يعني أن الجسم يعاني أكثر خلال تلك العملية لاستخلاص الطاقة من السكر الموجود في العصير، هذا يؤدي إلى فقدان كميات إضافية من السوائل أثناء عملية التمثيل الغذائي.

بدلاً من أن يخفف العصير من الشعور بالعطش، يؤدي تناوله إلى زيادة الإحساس بالجفاف مع زيادة حاجة الجسم للماء، وهذا ما يجعل الاعتماد على عصير البرتقال كمشروب أساسي خلال الصيف خياراً غير صائب، خاصة عند ممارسة الأنشطة البدنية أو البقاء مطولاً تحت أشعة الشمس.

بدائل آمنة للترطيب خلال الصيف

لتجنب خطورة تناول عصير البرتقال في الطقس الحار، يقدم الخبراء مجموعة من البدائل الصحية والفعالة لمواجهة الحرارة والحفاظ على الرطوبة المطلوبة في الجسم:

• شرب الماء النقي بانتظام، فهو الخيار الأمثل لترطيب الجسم سريعاً وبفاعلية.
• تناول مشروبات منخفضة السكر مثل عصير الليمون المخفف بالماء أو الحليب قليل الدسم.
• استهلاك المشروبات الغنية بالإلكتروليتات الطبيعية مثل ماء جوز الهند لتعويض الأملاح المفقودة.
• تناول الخضروات والفواكه الغنية بالماء مثل الخيار والبطيخ كوجبة خفيفة مرطبة.

يمكنك مراقبة لون البول كطريقة لمعرفة حالة الترطيب، حيث يُعتبر اللون الأصفر الفاتح علامة على أن جسمك في حالة جيدة، بينما يشير اللون الداكن إلى نقص في الترطيب ويستوجب شرب المزيد من السوائل.

نصائح لتجنب الجفاف في موجات الحر

للوقاية من الجفاف الناتج عن الحرارة المفرطة، هناك مجموعة من النصائح البسيطة التي يمكن أن تجعل الصيف أكثر أماناً:

• حافظ على تناول 8-10 أكواب ماء يومياً على الأقل، وزد الكمية إذا كنت تمارس الأنشطة البدنية.
• تجنب شرب المشروبات الغازية والعصائر المحلاة التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات.
• اختر الأطعمة المرطبة مثل الخضروات الورقية والبطيخ لدعم الترطيب الداخلي.
• ارتدِ ملابس خفيفة وفضفاضة، وابقَ بعيداً عن الشمس المباشرة خلال ساعات الذروة.

لذلك، عندما ترتفع الحرارة وتبحث عن طريقة لتجنب الجفاف، قد يكون من الأفضل أن تُبقي كوب الماء أو مشروباتك الصحية في متناول يديك، خاصةً بدلاً من الاعتماد على عصير البرتقال الشائع، وبهذا الشكل تضمن صيفاً صحياً وسعيداً.