السيسي يكشف موقف مصر من دير سانت كاترين ويتصدى للشائعات بقرار حاسم

دير سانت كاترين يُعتبر من أهم المقدسات الدينية والتاريخية في العالم، ويحمل رمزية فريدة تتجاوز حدود مصر ليصبح إرثًا روحيًا وإنسانيًا عالميًا. وفي ظل تداول بعض المعلومات المغلوطة بشأنه في وسائل إعلام أوروبية، خرج الرئيس عبد الفتاح السيسي بتصريحات واضحة تهدف إلى توضيح الحقائق وتصحيح المفاهيم وحماية مكانة هذا الدير العريق. خلال اتصال هاتفي جمعه برئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، ناقش الزعيمان عدة ملفات كانت مبنية على أسس التعاون المشترك والتأكيد على حماية هذا المعلم التاريخي العظيم.

توطيد العلاقات المصرية اليونانية: شراكة استراتيجية تمتد لعقود

شهدت العلاقات بين القاهرة وأثينا تحولًا إيجابيًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، حيث اعتبر الرئيس السيسي أن هذه العلاقات هي نموذج لشراكة استراتيجية تُبنى على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل. وخلال الاتصال، استعرض الطرفان أفق التعاون الثنائي، وتطرقا إلى مجالات اقتصادية متنوعة كزيادة الاستثمارات وتعزيز الشراكات في قطاع الطاقة. وشدد الرئيس السيسي على أهمية استثمار العلاقات القوية بين البلدين لمواجهة التحديات الإقليمية بشكل متزن.

وبفضل رؤية البلدين المشتركة، أصبحت هذه العلاقة منصة لدعم الاستقرار الإقليمي ومواجهة أي تداعيات سلبية قد تؤثر على مصالح المنطقة. وهذا الدعم المتبادل بين مصر واليونان يعكس التزامًا مشتركًا بحماية التراث الحضاري والروحي في الشرق الأوسط، والذي يُعتبر دير سانت كاترين جزءًا لا يتجزأ منه.

دير سانت كاترين: معلم روحي يستحق العناية العالمية

في تصريح حاسم وواضح، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن دير سانت كاترين يمثل أحد معالم الحضارة الإنسانية التي لا يمكن المساس بها بأي شكل من الأشكال. وتطرقت المحادثة إلى تسليط الضوء على أهمية الدير كموقع يجسد قيم التسامح والتعايش السلمي بين الأديان، ليؤكد أن حماية الدير ليست فقط ضرورة وطنية، بل هي مسؤولية أخلاقية تجاه البشرية جمعاء.

وأشار الرئيس إلى حكم قضائي صدر مؤخرًا يعكس التزام الدولة المصرية بحماية المقدسات وصون مكانتها. كما شدد السيسي على أن ما يُشاع في بعض الأوساط الأوروبية حول معاملة الدير والمقدسات داخل مصر يعكس قصورًا في الفهم وجدلية تستدعي تصحيحًا فوريًا. وقد وجه الرئيس دعوة واضحة لوسائل الإعلام الدولية للتأكد من الحقائق قبل نشر معلومات قد تُسبب توترًا لا داعي له.

الظروف الإقليمية: قراءة مصرية للتوترات في المنطقة

وتطرق الحوار إلى أزمة إقليمية توترت كثيرًا في الآونة الأخيرة، وهي الصراع بين إيران وإسرائيل. عبّر الرئيس المصري عن قلقه حيال التصعيد المستمر بين الأطراف مؤكداً أن استقرار المنطقة على المحك، وأن أية حلول عسكرية ستعود بعواقب وخيمة. وأشار السيسي إلى أن الحوار والمفاوضات السياسية هما السبيل الوحيد لإيجاد حلول دائمة تعيد الأمن وتخفف من وطأة الأزمات على الشعوب.

وقد أبدى رئيس الوزراء اليوناني اهتمامًا ملحوظًا برؤية مصر للمنطقة، مما يبرز أهمية الدور المصري كركيزة للاستقرار ووسيط يمكن الاعتماد عليه في حل النزاعات بما يخدم الجميع. ومن اللافت للنظر دعم اليونان لهذه الرؤية التي تعكس مواقف ثابتة ومتزنة تدعو إلى السلام بعيدًا عن الخيارات العسكرية العقيمة.

ملخص لمواقف مصر حول القضايا الإقليمية والدولية

في الاتصال، أرسل الرئيس السيسي رسالة واضحة تؤكد التزام مصر الدائم بحماية مقدساتها والحفاظ على مكانة دير سانت كاترين التاريخية. يمكن تلخيص المواقف الرئيسية التي جاءت خلال الاتصال في النقاط التالية:

• التأكيد على حماية دير سانت كاترين باعتباره إرثًا عالميًا.
• دعوة لتصحيح المعلومات المغلوطة المتداولة في الإعلام الأوروبي بشأن الدير.
• رفض واضح لاستخدام الحلول العسكرية في الصراعات الإقليمية.
• تعزيز التعاون الاستراتيجي مع اليونان لمواجهة التحديات المشتركة.

الحوار بين الرئيسين أعطى دفعة جديدة للعلاقات الثنائية بين مصر واليونان، وطرح رؤية مستقبلية تركز على الأمن الإقليمي المستدام. حماية المقدسات والتصدي للشائعات هي مسؤولية مشتركة، لكن يبقى الدور المصري محوريًا في دعم وحدة المنطقة وتعزيز السلام.