«تراجع مفاجئ» أسعار الذهب تهبط لأدنى مستوى منذ أسبوعين بسبب التطورات الإقليمية

تراجعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ اليوم الثلاثاء لتصل إلى أدنى مستوى لها خلال نحو أسبوعين، وذلك عقب إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، مما أثّر على سوق المعدن النفيس كملاذ آمن. هذا التراجع جاء انعكاسًا للتطورات الجيوسياسية التي قللت من مخاوف المستثمرين تجاه الأزمات العالمية.

تراجع أسعار الذهب في الأسواق العالمية

شهد الذهب انخفاضًا في المعاملات الفورية بنسبة 0.5%، ليسجل سعر الأونصة 3348.41 دولارًا، وهو أدنى مستوى منذ 11 يونيو، مما يُشير إلى تراجع الطلب عليه كملاذ آمن. كما تأثرت العقود الآجلة الأمريكية أيضًا بانخفاض بنسبة 0.9% لتبلغ 3363.50 دولارًا. هذا التغيير الملحوظ في أسعار الذهب جاء نتيجة لاتفاق مبدئي لإنهاء النزاع الذي استمر لمدة 12 يومًا.

ويعتبر الذهب عادةً من الأصول التي يلجأ إليها المستثمرون في حالة الأزمات السياسية أو الاقتصادية، لكن إعلان وقف إطلاق النار قلل من شهية المخاطرة تجاه الأسواق، مما أدى إلى تراجع أسعار هذا المعدن النفيس بشكل واضح.

تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار

أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عبر منصة «تروث سوشيال» أن وقف إطلاق نار شامل بين إسرائيل وإيران سيبدأ بعد 12 ساعة فقط، واصفًا الحرب بأنها “منتهية”. وأشار إلى أن الاتفاق تم بوساطة أمريكية في اتصال أجراه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بينما كان فريق البيت الأبيض يتواصل مع المسؤولين الإيرانيين.

ووفقًا لمصدر بارز في البيت الأبيض، والذي فضّل عدم الكشف عن هويته، فإن إسرائيل وافقت على الهدنة بشرط التزام إيران بعدم تنفيذ هجمات إضافية، وقد عبّرت طهران عن التزامها بالشروط المتفق عليها. هذه الأزمة انعكست على الأسواق عالميًا، حيث تراجع الذهب وغيره من المعادن وسط أنباء تهدئة التوترات.

تأثير الأوضاع الجيوسياسية على المعادن الأخرى

بينما شهد الذهب تراجعًا، يحظى السوق بمعادن نفيسة أخرى شهدت تفاوتًا في أدائها، حيث ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% لتصل إلى 36.03 دولارًا للأونصة، في حين انخفض البلاتين بنسبة 0.3% ليصل إلى 1260.78 دولارًا. أما البلاديوم، فقد شهد تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.1% مسجلًا 1043 دولارًا للأونصة.

ومن الجدير بالذكر أن أداء المعادن النفيسة يتأرجح بناءً على عدة عوامل متداخلة، منها حركة أسعار الدولار، التوترات الجيوسياسية، ومستوى العرض والطلب في الأسواق العالمية.

لماذا يعتبر الذهب مرآة للتوترات الجيوسياسية؟

يشتهر الذهب بدوره كملاذ آمن يلجأ إليه المستثمرون في أوقات الأزمات، فهو يحافظ على قيمته في ظل تذبذبات الأسواق، لكن الإعلان عن تهدئة النزاع بين إسرائيل وإيران أدى إلى تخفيف الضغط على الأسواق العالمية، مما دفع العديد من المستثمرين إلى إعادة توزيع أصولهم بعيدًا عن الذهب.

• تراجع المخاوف الأمنية والسياسية يؤثر سلبًا على أسعار الذهب.
• زيادة الثقة في الأسواق تؤدي إلى تعزيز الاستثمارات الأكثر خطورة مثل الأسهم.
• المعادن البديلة مثل الفضة والبلاتين قد تستفيد بشكل نسبي في الحالات المشابهة.
• سوق العملات يلعب دورًا مهمًا في تحديد اتجاه أسعار المعادن النفيسة.

مع استمرار هذه التطورات، يبقى الذهب في مركز اهتمام المستثمرين في مختلف أنحاء العالم، حيث يتأثر بشكل مستمر بالمتغيرات الكبرى المتعلقة بالأزمات الجيوسياسية والاقتصادية.