«تطور مفاجئ» الهجوم الإيراني على قواعد أمريكية بـ قطر يربك الأسواق العالمية

ارتفعت أسواق الأسهم العالمية أمس الاثنين، بالرغم من تصاعد الأزمات الجيوسياسية الناجمة عن الهجوم الإيراني على قواعد أمريكية في قطر، حيث أظهرت الأسواق تجاهلًا واضحًا لتداعيات الصراع الراهن. في الوقت نفسه، انخفضت أسعار النفط بعد ارتفاعها إلى مستويات قياسية مؤخرًا، وفقًا لبيانات حديثة من وكالة رويترز.

الأداء المذهل لأسواق الأسهم وسط الهجوم الإيراني

على الرغم من التوترات الأمنية، أغلقت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت على ارتفاع ملحوظ، حيث سجل مؤشر داو جونز الصناعي صعودًا بنسبة 0.89% ليصل إلى 42,581.78 نقطة، وحقق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مكاسب أيضًا عند 0.96% ليصل إلى 6,025.17 نقطة. أما مؤشر ناسداك المركب، فقد حقق زيادة بنسبة 0.94% ليصل إلى 19,630.98 نقطة. من ناحية أخرى، كانت الأسهم الأوروبية أقل أداءً، حيث انخفض مؤشر SXXP بنسبة 0.28%، في حين شهدت الأسواق الآسيوية أيضًا تراجعًا واضحًا بنسبة 0.70%.

قال محللون ماليون إن استقرار الأسهم العالمية يعكس ثقة متزايدة من المستثمرين، حيث تبين أن ردود الأفعال الإقليمية غالبًا ما تكون أقل حدة مما يتوقع، كما أن الأسواق باتت أقل تأثرًا بأحداث جيوسياسية طارئة.

تداعيات الهجوم الإيراني على قاعدة العديد وسوق الطاقة

نفذ الجيش الإيراني هجومًا صاروخيًا على قاعدة العديد الجوية الأمريكية في قطر كجزء من رد انتقامي على غارات أمريكية استهدفت مراكز نووية إيرانية دعمًا لعملية عسكرية إسرائيلية. ومع ذلك، أكدت تقارير أمريكية أن الهجوم لم يسفر عن إصابات بشرية. وفي ظل هذه الأحداث، أعلنت الحكومة القطرية عن إغلاق مجالها الجوي مؤقتًا كإجراء احترازي.

بالرغم من التوترات، استمرت أسعار النفط في الانخفاض بعدما أصابت مستويات عالية غير مسبوقة قبل أيام. هبط خام برنت بنسبة 7.2% ليغلق عند 71.48 دولارًا للبرميل، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي انخفاضًا بنسبة 7.2% ليبلغ 68.51 دولارًا للبرميل. وفقًا لمحللين، هذا التراجع يشير إلى أن المخاوف من تأثير العوامل الجيوسياسية الكبرى على إمدادات الطاقة بدأت بالتلاشي لصالح تركيز الأسواق على الاقتصاد العالمي.

• خام برنت: 71.48 دولار للبرميل، تراجع بنسبة 7.2%
• خام غرب تكساس الوسيط: 68.51 دولار للبرميل، انخفاض مماثل بنسبة 7.2%
• ارتفاع قياسي قبل خمسة أشهر بلغ 81.40 دولار لخام برنت و78.40 دولار لغرب تكساس

تأثير العملات والمعادن النفيسة على المشهد المالي

أشار خبراء سوق العملات إلى تقلبات ملحوظة عقب تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي. ارتفع الدولار بنسبة 0.08% مقابل الين الياباني ليصل إلى 146.15 ينًا، بينما انخفض بنسبة 0.68% مقابل الفرنك السويسري ليستقر عند 0.81260 فرنكًا. في المقابل، استعاد اليورو جزءًا من خسائره السابقة ليصل إلى 1.157675 دولارًا، بزيادة نسبتها 0.49%.

أما أسعار الذهب، فرغم الخسائر الطفيفة التي تكبدتها في البداية، شهدت استقرارًا إيجابيًا حيث ارتفع الذهب الفوري بنسبة 0.23% إلى 3,375.71 دولارًا أمريكيًا، بينما حققت العقود الآجلة زيادة وصلت إلى 3,395 دولارًا. يُعزى هذا الثبات إلى استمرار المستثمرين في البحث عن ملاذات آمنة وسط الغموض الجيوسياسي.

من خلال هذه الأحداث، يتضح أن الأسواق باتت أكثر استعدادًا للتعامل مع التقلبات السياسية والأمنية، ما قد يعكس تغيرًا أوسع في كيفية استجابة الاقتصاد العالمي للأزمات الدولية المتجددة.