«تحذير هام» حسام موافي ينبه طلاب الثانوية من عادة خطيرة قبل الامتحانات

في حديث يعكس قلق الكثير من الطلاب وأولياء الأمور، تناول الدكتور حسام موافي، أستاذ طب الحالات الحرجة بقصر العيني، عادة شائعة بين طلاب الثانوية العامة قد تكون أشبه بفخ قاتل أثناء الاستعداد للامتحانات، وهي السهر لساعات طويلة من أجل المذاكرة. وفقًا لما ذكره، فإن هذا السلوك يتعارض مع إيقاع الجسم الطبيعي، ما قد يؤدي إلى ضعف التركيز والإرهاق بدلًا من تعزيز الأداء. المشكلة لا تتعلق فقط بالجسم، بل بالنشاط العقلي الذي يتأثر بشكل كبير بتوقيت المذاكرة.

كيف يؤثر السهر على أداء طلاب الثانوية العامة؟

الدكتور موافي أوضح أن الجسم يعمل وفق نظام بيولوجي محدد يتمثل في إفراز هرمون الكورتيزون، الذي يصل إلى ذروته صباحًا ويُعزز التركيز والنشاط، فيما يبدأ في الانخفاض تدريجيًا مع غروب الشمس. بالنسبة للطلاب الذين يفضلون الدراسة ليلًا، تكون عقولهم في حالة غير مثالية للتركيز، وبالتالي فإن الجهد المبذول لن يثمر كما هو متوقع.

بالتالي، فإن أفضل توقيت لتحقيق أقصى استفادة هو في الصباح الباكر حيث يعمل الدماغ بأعلى كفاءة، وليس الأمر متعلقًا بالساعات الطويلة، بل بجودة المذاكرة والطريقة المستخدمة. كما أشار الدكتور إلى أن جسم الإنسان مُهيّأ للراحة ليلاً والعمل نهارًا، مما يجعل السهر عادة مخالفة لطبيعة الجسم، خاصة إذا كان يصاحبها ضغط نفسي كبير.

كيفية التغلب على النسيان للطلاب

خلال حواره، قدم الدكتور حسام موافي توضيحًا هامًا بشأن قلق الطلاب حول النسيان، مشيرًا إلى أن هذا الشعور شائع ومؤقت ولا يستدعي الهلع. وفسّر أن النسيان المرضي الذي يُنسى فيه الطالب معلومات أساسية أو تفاصيل حياتية يحدث في حالات استثنائية وغير شائعة في سن الشباب. أما بالنسبة لطلاب الثانوية العامة، فالنسيان يمكن السيطرة عليه باستخدام تقنيات مثل:

  • تكرار المعلومة: قراءة الدروس أو النصوص مرارًا وتكرارًا تُساعد الدماغ على تثبيتها.
  • التلخيص والكتابة: إعادة كتابة الأفكار الرئيسية بأسلوب الطالب الشخصي تُعزز مدى استيعابه.
  • التحدث حول المعلومات: شرح الدرس الذي تم استيعابه لشخص آخر يُعد من أقوى الأساليب لتثبيت المعلومات.

هذه الأساليب لا تساعد فقط في الحفظ، بل تُعزز من القدرة على تذكر التفاصيل بدقة عند الحاجة إليها، وهو أمر يحتاجه الطلاب بشدة خلال فترة الامتحانات.

أهم النصائح لتثبيت المعلومات بسهولة

عندما يتعلق الأمر بالمذاكرة الفعالة، هناك بعض الطرق التي أثبتت جدواها، وهي مناسبة بشكل خاص لطلاب الثانوية العامة الذين يسعون لتحقيق نتائج متميزة:

  • الجمع بين الفهم والتطبيق: الفهم النظري وحده لا يكفي، فمن الأفضل الجمع بينه وبين حل الأسئلة العملية.
  • تقسيم الوقت: تقسيم فترات الدراسة لفترات قصيرة مع فواصل وقتية قصيرة يساعد في تجديد النشاط ويمنع الإجهاد.
  • تنظيم المعلومات: تبويب وترتيب الأفكار على شكل قوائم أو خرائط ذهنية يعمل كخريطة سهلة للوصول إلى المعلومة.

عند تطبيق هذه النصائح، تكون عملية المذاكرة أكثر كفاءة ومتعة، ما يدعم التحصيل الأكاديمي ويوفر الوقت والطاقة النفسية.

مقارنة بين أنماط المذاكرة المختلفة

يمكن توضيح الفرق بين تأثير السهر مقابل المذاكرة الصباحية باستخدام الجدول التالي:

العامل المذاكرة الصباحية السهر للمذاكرة
مستوى التركيز مرتفع منخفض
الإرهاق منخفض مرتفع
كفاءة الحفظ أفضل أقل
الساعات المثمرة أقصر أطول ولكن أقل إنتاجية

هذا الجدول يوضح الفارق الجوهري في الأداء بين توقيت المذاكرة في الصباح والسهر، ما يثبت أهمية التزام الطلاب بالنوم المبكر واتباع الأنماط الطبيعية.

الأيام التي تسبق الامتحانات تُعتبر حاسمة، وعادة ما يكثر فيها التوتر والضغط النفسي. إذا كان الطالب يعتمد على السهر كوسيلة للمذاكرة، فمن الأفضل أن يكون ذلك مرحليًا وليس بشكل دائم. التركيز دائمًا على جودة المذاكرة وتوقيتها يُساعد الطلاب على تحقيق التفوق الأكاديمي دون الحاجة لإرهاق أجسادهم وعقولهم.