«صدمة نفطية» النفط يتكبد أكبر خسارة يومية منذ أشهر بعد ضرب إيران للعديد

بعد ضربة إيران لـ”العديد”، شهد النفط أكبر خسارة يومية منذ عدة أشهر، حيث توجهت الأنظار نحو تحركات الأسواق العالمية وكيفية تأثرها بالتصعيد الجيوسياسي الأخير. الهجوم الذي استهدف القاعدة الأمريكية في قطر دفع المستثمرين إلى إعادة تقييم السيناريوهات المحتملة لتعطل الإمدادات النفطية، إلا أن المدى القريب أظهر محدودية في التأثير المتوقع.

أسعار النفط تتهاوى بفعل التوترات

أسعار النفط تلقت ضربة قوية مع هبوط العقود الآجلة لخام برنت بنسبة ملحوظة بلغت 7.18%، بفقدان 5.53 دولار ليستقر سعر البرميل عند 71.48 دولار. الوضع لم يكن مختلفًا كثيرًا بالنسبة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي، حيث تراجعت العقود الآجلة بمقدار 7.22% أو ما يعادل 5.33 دولار لتستقر عند 68.51 دولار للبرميل الواحد.
الجلسة شهدت تقلبات حادة للأسعار، حيث انخفض خام برنت إلى مستوى 72.76 دولار في وقت مبكر، قبل أن يتسع الهبوط لاحقًا، بينما تراجع غرب تكساس إلى ما دون 70 دولارًا. الغريب أن خام برنت تجاوز 81 دولارًا قبل يوم واحد فقط، لكنه فقد كل مكاسبه نتيجة لتقديرات المستثمرين التي أشارت إلى أن التصعيد لن يتحول إلى مواجهات مفتوحة.

وفرة المعروض تُحد من الذعر

رغم موجة التوترات التي أثرت على الأسعار، ساهمت توقعات المعروض العالمي المستقر لعام 2025 في تهدئة المناخ العام للأسواق. استمرار تدفق النفط عبر مضيق هرمز، الذي يُعد أحد الممرات الحيوية إذ يمر عبره نحو 20% من صادرات النفط في العالم، لعب دورًا واضحًا في تخفيف المخاوف ذات الصلة بتعطل الإمدادات.

لكن هذا المشهد لا يلغي القلق المستمر بشأن أية تطورات قد تحدث في المضيق، خاصة في ظل تصريح إيران بتجنب إثارة أزمة مفتوحة، مع بقاء أعين العالم على التصعيد المحتمل وتأثيره على النفط. في هذا السياق، الجدول التالي يوضّح الأهمية الجيوسياسية لمضيق هرمز:

سيناريوهات متوقعة لأسعار النفط

بنك “جولدمان ساكس” بدوره قدّم نظرة تحليلية شاملة للمستقبل في حالة تعطل تدفقات النفط عبر مضيق هرمز. البنك حذّر من أن انخفاض الإمدادات عبر المضيق بمقدار النصف ولمدة شهر قد يؤدي إلى ارتفاع مؤقت لخام برنت ليصل إلى 110 دولارات للبرميل، قبل استقرار متوقع عند 95 دولارًا للبرميل في الربع الرابع من عام 2025.
فيما يلي أهم النقاط التي أشار إليها التقرير:

• إمكانية صعود الأسعار بشكل حاد إذا تكرر تعطل الإمدادات
• تراجع احتمالات الدخول في مواجهة عسكرية واسعة النطاق
• مخاوف مستمرة من أي اضطرابات داخل مضيق هرمز
• تأثير محدود على الإمدادات الفورية بسبب المخزونات المتوفرة حاليا

يبدو أن الأسواق تبقى تحت رحمة التوقعات، فيما يعكس الوضع الحالي أدق صورة لتداخل الجغرافيا السياسية مع الاقتصاد العالمي، وسط ترقب المستثمرين لأي تغيرات قد تطرأ على المشهد في المستقبل القريب.