«تطورات مفاجئة» النفط يعمق خسائره لأكثر من 7% وسط ترقب الأسواق العالمية

أسعار النفط تقفز نحو 80 دولارًا بعد تصاعد الأزمة الإيرانية

أسعار النفط أصحبت الشغل الشاغل للأسواق العالمية مؤخرًا، فمنذ أيام قليلة كان الحديث يدور حول التوقعات بانخفاض سعر خام برنت إلى 60 دولارًا للبرميل، ولكن هذا الرقم بات بعيدًا مع التطورات الجيوسياسية المتسارعة، والآن، تشير كل المؤشرات إلى أن النفط قد وصل إلى عتبة 80 دولارًا.

أسعار النفط ترتفع في ظل التوترات بين إيران والولايات المتحدة

شهدت الأيام الأخيرة موجة من الصدمات في سوق النفط عقب التصعيد العسكري في الشرق الأوسط، إذ بدأت الأحداث بتوجيه إسرائيل لضربات ضد أهداف إيرانية، وقد ظلت الأسعار شبه مستقرة بعض الوقت مع عدم وجود أدلة على تهديد واضح للإمدادات، إلا أن المفاجأة الحقيقية جاءت من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي اتخذ خطوات تصعيدية بعد فرض عقوبات جديدة على إيران، حيث أعقب ذلك قصف أميركي مباشر على منشآت نووية إيرانية.

ردت إيران بعنف عبر إعلان إغلاق مضيق هرمز والذي يُعد شريانًا استراتيجيًا لثلث تجارة النفط العالمية، ما زعزع استقرار السوق وأدى لتحوّلات مفاجئة في الأسعار بسبب مخاوف نقص الإمدادات.

هل يؤثر إغلاق مضيق هرمز على استقرار سوق الطاقة العالمي؟

إغلاق مضيق هرمز لم يعد مجرد تهديد كما كان سابقًا، إذ أن الإعلان الإيراني الرسمي عن تعطيل حركة الملاحة في المضيق أشعل قلقًا عالميًا، وخصوصًا مع عبور أكثر من 20 مليون برميل من النفط يوميًا عبر هذا الممر، وإذا استمر الإغلاق لفترة طويلة، فقد يصل خام برنت إلى 110 دولارات حسب توقعات غولدمان ساكس.

كذلك، تتفق مؤسسات مثل ING على أن تعطيل المضيق سيؤدي إلى نقص حاد في السوق، ومعظم الحلول كانت تُعوّل على طاقة أوبك الاحتياطية، لكن مخزون أوبك الموجود داخل الخليج العربي سيكون عاجزًا عن التعويض إذا اندلع نزاع فعلي في المنطقة.

• ثلث تجارة النفط البحري تمر عبر مضيق هرمز.
• ارتفاع أسعار النفط بشكل تدريجي نحو 80 دولارًا قد يكون البداية فقط.
• إمدادات الغاز الطبيعي المسال، خاصة من قطر، تواجه خطرًا مضاعفًا.
• خطط الطوارئ محدودة بسبب هشاشة الوضع الجيوسياسي.

مخاوف إضافية حول الغاز الطبيعي المسال

أصبحت الأسواق تراهن على أكثر من النفط، فالغاز الطبيعي المسال الذي تعتمده دول كبرى لتلبية احتياجاتها الشتوية قد يواجه أزمة كبيرة، معظم الصادرات القطرية تعتمد على مرورها عبر مضيق هرمز، وفي حال تعطلت حركة الشحن هناك، فإن هذه السلعة ستشهد تضاعفًا في الأسعار في فترة وجيزة، مما يضع الدول الأوروبية في مواجهة تحديات إضافية لتأمين الإمدادات.

رغم كل الجهود الدولية والوجود الأميركي القوي في الخليج، فإن هشاشة توازن سوق النفط تبدو جلية أكثر من أي وقت مضى، ويشير التاريخ إلى أن مثل هذه الاضطرابات وإن كانت مؤقتة، لكنها تؤدي إلى تقلبات طويلة الأمد على صعيد تكاليف الطاقة عالميًا.