هل يتحول آيفون إلى منتج فاخر إذا تم تصنيعه بالكامل في أمريكا؟

أثارت احتمالية تصنيع آيفون في الولايات المتحدة جدلاً واسعًا في الأوساط الاقتصادية والتقنية، مع تساؤلات حول تأثير هذه الخطوة على سعر الهاتف الذكي، تشير تحليلات الخبراء إلى أن هذا التحول قد يؤدي إلى قفزة هائلة في السعر، ليصل إلى أكثر من 3500 دولار، وهو ما يتجاوز قيمة الذهب ويغير من تصنيفه كمنتج استهلاكي.

أسباب ارتفاع تكلفة تصنيع آيفون في أمريكا

تشير الدراسات إلى أن نقل تصنيع آيفون إلى الولايات المتحدة سيرفع التكاليف بشكل كبير نتيجة لعوامل متعددة:

  • ارتفاع أجور العمال الأمريكيين بنسبة تزيد عن 25% مقارنة بالعاملين في آسيا.
  • ضرورة استثمار ما لا يقل عن 30 مليار دولار لبناء مصانع وتجهيز البنية التحتية خلال ثلاث سنوات.
  • اعتماد آبل على شبكة توريد عالمية متمركزة في آسيا، يصعب استنساخها محليًا.

هذه العوامل تجعل من الصعب على آبل الحفاظ على سعر الآيفون ضمن مستويات تنافسية إذا تم تصنيعه محليًا بالكامل، ما يفسر توقعات ارتفاع سعره إلى أضعاف قيمته الحالية.

تحديات فنية تعيق تصنيع آيفون في الولايات المتحدة

رغم تقدم أمريكا في مجالات التكنولوجيا، إلا أن نقص الكفاءات الفنية يمثل عائقًا حقيقيًا أمام تصنيع الأجهزة الذكية محليًا، فقد أشار الرئيس التنفيذي لشركة آبل، تيم كوك، إلى أن السوق الأمريكية لا تضم العدد الكافي من المهندسين المتخصصين في تقنيات التصنيع الدقيقة.

وقد عكس فشل مشروع فوكسكون في ولاية ويسكونسن عام 2017 هذا التحدي، حيث لم تحقق التجربة النتائج المرجوة بسبب غياب المهارات اللازمة، مما أدى إلى تراجع خطط التصنيع المحلي الشامل.

الرسوم الجمركية وتكاليف الاستيراد تؤثر على سعر آيفون

تصنيع الآيفون في أمريكا لا يعني بالضرورة الاستغناء عن المكونات الأجنبية، حيث لا تزال معظم القطع تنتج في آسيا، هذا يعرض آبل لرسوم استيراد قد تصل إلى 145%، مما يضاعف تكلفة الجهاز.

العنصر التكلفة في آسيا التكلفة في أمريكا
العمالة منخفضة مرتفعة جدًا
البنية التحتية متكاملة قيد التطوير
سلاسل التوريد فعالة ومترابطة مجزأة وباهظة

وتبقى البنية الصناعية الآسيوية أكثر مرونة وتكلفة أقل، مما يجعل من الصعب على أمريكا توفير البديل الكامل دون تقديم دعم حكومي ضخم.

في الوقت ذاته، أنفقت آبل قرابة 500 مليار دولار في أمريكا، تركزت بشكل رئيسي في تطوير مراكز بيانات ومنشآت لتجميع بعض الملحقات، لكنها لم تدخل بعد في تصنيع الجهاز الرئيسي بشكل كامل.

خاتمة

من الواضح أن تصنيع آيفون في الولايات المتحدة يحمل في طياته العديد من التحديات التي تعرقل تنفيذه على أرض الواقع، فبين التكلفة العالية، نقص الكوادر الفنية، والضرائب المرتفعة على المكونات، يبقى الأمر حلمًا يصعب تحقيقه في الوقت الراهن، ومع ذلك، فإن استثمارات آبل داخل السوق الأمريكية قد تمهد لتوطين جزئي مستقبلي، يسهم في خلق توازن بين الجودة العالمية والتوجه المحلي.